عندما وجد الأميركيون أن مشروع تشكيلات المعارضة السورية التي شكلوها بتجميع واجهات مدنية مع تنظيم الأخوان المسلمين يصل إلى طريق مسدود إستنهضوا عبر رئيس مخابراتهم الجنرال ديفيد بتريوس الإحتياط الذي هيأوه للمهمة من قلب تنظيم القاعدة خلال فترة إحتلال العراق فكانت جبهة النصرة نسخة منقحة تحصر مهمتها بقتال الدولة السورية وحلفائها ، أملا بتسويقها كنسخة معتدلة عن القاعدة ، بإسم الفكر الوهابي الذي يشكل مرجعية القاعدة .
عندما وصل مشروع النصرة إلى الفشل في تحقيق اي إختراق سياسي رغم كل الجهود التي بذلتها واشنطن وفرنسا والسعودية وقطر وتركيا وبقي التعامل معها كواحدة من فروع القاعدة بقوة الضغط السوري الروسي الإيراني أنتجت واشنطن تنظيم داعش لمهمة تتخطى مجرد إرباك حلف المقاومة بإشاعة التوحش والرعب ، إلى مهمة أهم هي القول أنه لا يمكن إسقاط داعش دون ضم النصرة إلى حلف مواجهة داعش .
فشل المشروعان وصارت واشنطن أمام الحاجة لإستباق إكتمال إستعادة الدولة السورية المدعومة من حلفائها لكامل جغرافيتها ، وبلوغه مرحلة القضاء على جيوب داعش أولا ، قبل الإنتقال للبت بمصير جبهة النصرة ، والخيار الوحيد هو أن تدير واشنطن هذه المعركة لتتحكم بمساراتها من جهة ، وتوظفها في خدمة التأثير بمستقبل سورية السياسي والأمني من جهة أخرى ، خصوصا عبر التلاعب بالمجموعات الكردية المدعومة من واشنطن ، عندها تسارعت خطوات التخلص من بقايا داعش .
يعرف الأميركي أن بقاء داعش وحده يبرر البقاء الأميركي ويعرف أن نهاية داعش تضع إستحقاق الإنسحاب الأميركي على الطاولة
مأزق أميركا هي أنها تحتاج بقاء داعش لتبرر بقاءها وتحتاج نهاية داعش لتعلن نصرها وتمنع وضع النصر على داعش بيد خصومها ، والزمن لصالح الدولة السورية مهما كانت الخيارات الاميركية وحال الإرتباك الذي يحكمها