ـ تبدّل كلياً خطاب بنيامين نتنياهو بعد عودته من موسكو وانتقل من الحديث عن الحلول العسكرية لإنهاء الوجود الإيراني في سورية كأولوية للأمن وكتعبير عن قدرة جيش الاحتلال إلى الحديث عن التنسيق الدبلوماسي بين موسكو وتل أبيب للبحث في مصير القوات الأجنبية في سورية ومنها الوجود الإيراني.
ـ كلام نتنياهو يعني ضمناً وقف الغارات «الإسرائيلية» لفترة غير قصيرة على الأقلّ تحت شعار منح التفاهم الدبلوماسي مع موسكو فرصة الوصل إلى نتائج مرضية ويعني أخذ الحسابات الروسية بانتظار نتائج الانتخابات «الإسرائيلية» وفرص فوز نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة ليكون البحث مع هذه الحكومة.
ـ عملياً هذا يعني انتقال التدخل «الإسرائيلي» في الوضع في سورية من مرحلة إلى مرحلة بصورة ستصبح تدريجياً شبيهة بما نجحت موسكو في تحقيقه مع التدخل التركي بحيث تشبه الغارات «الإسرائيلية» الأخيرة على دمشق شبيهاً بالدور التركي العسكري في معارك حلب قبيل التموضع في مسار أستانة.
ـ يعرف نتنياهو أنّ التراجع ليس بحثاً عن حلّ دبلوماسي بل تعبير عن ضعف قدرة الردع «الإسرائيلية» وتراجع قدرتها على المخاطرة كما يعرف أنّ موسكو ستطرح من ضمن مفهومها لوجود قوات أجنبية في سورية احتلال الجولان كأرض سورية تشغلها قوات أجنبية واعتبار اتفاق فك الاشتباك في جبهة الجولان إطاراً صالحاً لحفظ الأمن الحدودي كما هو اتفاق أضنة مع تركيا.
ـ ستجد «إسرائيل» نفسها مطالبة بوضع احتلالها على الجولان على طاولة التفاوض مقابل الوجود الإيراني وهذا إنجاز سيكتب لحساب إيران…
التعليق السياسي
2019-03-04 | عدد القراءات 2389