التكامل الإقتصادي الإقليمي وحده الطريق كتب ناصر قنديل
يسعى الأميركي وحلفاءه المهزومين لتشديد الحصار المالي الذي يتخطى العقوبات إلى محاولة قطع الموارد كليا عن الدول التي تحتضن خيار المقاومة وليس فقط عن قوى هذه المقاومة وهذا هو الحال في لبنان وسورية والعراق وإيران
تشكل هذه الدول سكانيا وجغرافيا كتلة إقتصادية هامة بحجم مئتي مليون نسمة ومساحة مليوني كيلومتر مربع لكن هذه المساحة تقارب عشرة بالمئة من مساحة روسيا وعشرين بالمئة من مساحة الصين مقابل عدد سكان يعادل عدد سكان روسيا ويشكل أقل من عشرين بالمئة من سكان الصين والصين وروسيا شريكان في خيارات كبرى لقوى المقاومة
هذا يعني واقعية الحديث عن تكامل في شبكات الكهرباء والهاتف والطرق بين هذه الدول بعيدا عن الحديث عن تشكيل حلف سياسي أو أمني فهذا التكامل وحده سيوفر طاقة كهربائة رخيصة ونظيفة توفرها مفاعلات نووية روسية في المنطقة الإيرانية الحرة في بندر عباس تنقلها شبكات ربط تغطي الدول الأربعة كما يعني تأمين شبكات داخلية وإقليمية لسكك الحديد تتولى إنشاءها وتمويلها وإدارتها الصين صاحبة الباع الطويل في هذا القطاع وصاحبة مشروع الحزام والطريق
النظرة لمكونات الإقتصاد الخاص بكل من الدول الأربعة تكشف حجم التكامل في أي ربط إقتصادي وحجم الفوائد والفرص التي سيخلقها لدولها دون إغلاق الطريق امام أي شراكات أخرى موازية مع الخليج أو اوروبا يقترحها آخرون
التجمعات الإقليمية الإقتصادية في كل العالم لم تنشأ على شرط التوافق السياسي بل على شروط الجوار الجغرافي والتكامل في الحاجات والمصالح ويكفي القول أن حجم التبادل المرتقب من هذا التكامل سيعني تأمين أكثر من نصف حاجات إقتصاد كل من الدول الأربعة دون الحاجة للعملات الصعبة والتداول عبر المصارف الأميركية والعملة الأميركية لإدراك الأهمية النوعية والمصيرية لهذا التكامل
ما بدأ في زيارة الرئيس الإيراني لبغداد في هذا الإتجاه بشارة خير