قنديل : داعش كيان إستيطاني و إحتلال اجنبي لإستئصال السكان الأصليين كما أمريكا وحال الهنود الحمر وإسرائيل وحال الفلسطينيين

ـ تحدث ناصر قنديل رئيس تحرير جريدة البناء في برنامجه الاسبوعي ستون دقيقة مع ناصر قنديل عن الاجتماع الذي ضم وزير الخارجية الأمريكية "كيري "إلى وزير الخارجية الإيراني"جواد ظريف "إلى مفوضة الشؤون الخارجية في الإتحاد الأوربي"كاثرين أشتون"...الذي استضافته "مسقط "عاصمة سلطنة عمان ,وهنا قد لايكون عند البعض ذو قيمة للمكان ,ولكن قيمته تتعد ربما ماحدث في الاجتماع ,لأن المتابع للملف النووي الإيراني بعد تصريحات "لافروف " المتكررة أن %90 من قضايا الخلاف قد حلت  وأن %10 الباقية قيد الحل خلافاً للتمنيات السعودية والتركية والإسرائيلية , لأن حق إيران بالتخصيب ممارسة هذا الحق قد بدأ وحسم ,وبقي عدد أجهزة الطرد المركزي التي تحتاجها إيران بعملية التخصيب ...

مشيراً إلى أن هذا الموضوع يمكن حله بطرق متعددة فالتسوية في طريقها للإنجاز والاجتماع هو بطلب إيران ...

ولفت قنديل إلى ان "مسقط" بالنسبة لإيران هي عاصمة الدولة الخليجية الوحيدة التي وقفت بالسياسة على مسافة رفض العقوبات والدخول في الاحلاف وحافظت على أفضل علاقات الود في السياسة والاقتصاد أيضاً , ولذلك ارادت إيران أن توجه رسالة وهي بصورة مباشرةإلى دول الخليج الأخرى, مفادها أن إيران تملك من الوفاء مايكفي لمن وقف معها, بوجه المواقف التي اتخذتها دول الخليج الأخرى,ظناً منها أنها تحوز الرضا الأمريكي ..

وأشار في حديثه إلى أن وقوف مسقط على مسافة واحدة مع إمريكا وإيران , واحياناً لعب دور في تقريب وجهات النظر ,كما فعلت "قطر" بالعلاقات بين القاعدة وامريكا عندما استطاعت أن تكون حليفة لإمريكا مع أفضل العلاقات بالقاعدة وأنه تستطيع تقديم خدمات جلى , للقاعدة دون أن تقطع صلتها بأمريكا, فالأمريكيون يتقبلون أن يلعب الحلفاء أدوار ثنائية, وكذلك هناك أطراف في لبنان هي حليفة لأمريكا وتقيم علاقات مع حزب الله وذلك لايزعج أمريكا ...

 

إذاً فتجربة مسقط من وجهة النظر الإيرانية تستحق أن تنال جائزة وأن تحصل على مكافأة وأن تكون رسالة للدول الخليجية التي وقفت ضد إيران أملاً باسترضاء أمريكا

وهي تخسر اليوم وخصوصاً الدول التي كان لها نصيب في علاقات العداء الإيرانية الأمريكية والتي كانت العدو الأول لإيران, وفي مرحلة المفاوضات سعت ان تكون وسيط فيها ...

أما الإسرائيليون " وهي  دولة غير خليجية" , ولايسعون لموقع تفاوضي , فقد كانوا دوماً قوى مؤثرة لتخريب العلاقات الإيرانية الأمريكية , لذلك مجرد الذهاب للاتفاق هي المرة الأولى التي تدير أمريكا ظهرها لإسرائيل وحساباتها ,وتقول أن سياساتها في المنطقة وخصوصاً على هذا المستوى العالي من الأهمية الإستراتيجية ,كالملف الإيراني ’ومع دولة مثل إيران بإمكاناتها وحجمها وحجم تأثيرها في الدول الحساسة والبارزة في مسرح المنطقة , يعني التفاوض الأمريكي دون الأهمية لرأي إسرائيل ..

أما تركيا فهي نسبياً داخل هذا البحث رغم أنها ليست دولة خليجية , لأنها سعت في مرحلة أن تكون على  الطرف الإيراني كصديق يعتمد عليه ومن ثم أن تذهب لأمريكا وتقول أنها قادرة على توظيف العلاقات الطيبة مع إيران لخدمة التفاوض , فتركيا كدور تفاوضي أحيلت إلى التقاعد , وإيران تقول لتركيا شكراً لخدماتكم لانحتاجها ..

ويبقى السعودي وقطر اللذان لعبا اللعبة المزدوجة بوجه إيران عندما لعبوا لعبة أخذ دور الوسيط ولعبة أخذ دور رأس الحربة , ولفت إلى أن عنوان " مسقط " الذي تم التفاهم عليه بين الأمريكيين والأوروبيين بالتراضي ينم عن رغبة أمريكيةـ أوروبية أن يكون لإيران دور في الإقليم ,فالصراع على الملف النووي الإيراني ليس إلا العنوان الأكبر للصراع على ملفات المنطقة ككل ...

فعندما تتوصل أمريكا وأوروبا لتفاهم مع إيران بشأن الملف النووي هذا يعني التسليم الأمريكي لتفاهم مع إيران بشان الخريطة الجديدة  في الشرق الأوسط , وفي هذه الخريطة عندما تسلم أمريكا بأن لادور للسعودية ولادور لإسرائيل ولامساحة لتركيا فهذا يعني شيئاً كبيراً وهذا يعني الصمود الإيراني حتى انتزاع هذا التسليم ,وهذا اعتراف أمريكي بأن إيران هي الدولة التي سيتم التفاوض معها مباشرة , دون المرور بعتبات تعبرها إيران ....

وبهذا الاعتراف فان إيران برأي قنديل تحتاج في المنطقة إلى حلفاء وأن يكون لديها نفاط انطلاق في السياسة, فتكرس إيران الحكومة العراقية دوراً مهماً في بلاد الشام وهذا يعني أن الحكومة العراقية قاسم مشترك "إيراني ـ أمريكي" وسيكون مستقبلاً لها دور في الأزمة السورية , فالحكومة العراقية لهذا الممر المشرقي , ومسقط لمنطقة الخليج ,...

أما لبنان في زمن الدور السعودي كان الاتفاق في الطائف ,وبزمن الأنكفاء السعودي أصبح في الدوحة , وفي الزمن القادم "مسقط" هي وريث الدوحة والطائف ,

ورأى قنديل أن لهذا العنوان الذي انتزعته إيران لحليف وقف معها بصدق وهو سلطنة عمان نجد أن الثنائي " العراقي ـ العماني " يمثل التقاطع بين أمريكا وإيران على مساحة المنطقة ...
ونوه في حديثه إلى أن المعركة مع "داعش " أخذت مجموعة من الأبعاد , كان يريد التركي أن يديرها بمنطق الاحتواء المزدوج , لكن هذا الدور كان يجب أن تلعبه أمريكا فكان لابد من استجلاب " عصا التأديب" كما فعلت مع البرزاني عند محاولة الاستفرادبدولة منفصلة , فاستقدمت أمريكا داعش إلى أربيل حتى يستصرخ البرزاني وتحصل منه أمريكا على عدم التفكير بالانفصال ,ليعود الطيران الأمريكي ويحمي أربيل , وبعد حصول البرزاني على مكافأته بأن والاه أكراد سورية كانت الرسالة موجهة إلى تركيا بالقول أن كردستان العراق على خاصرتكم من جهة وأكراد سورية على خاصرتكم الأخرى ,وان حديثكم عن إسقاط الرئيس الأسد والدولة السورية كشرط معلن للدخول بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هو حديث لاتقبله واشنطن, ليس حباً بسورية ولكن هو اعتراف أمريكي بالفشل وأن ليس لديها خارطة الطريق لإسقاط الأسد وأن حلفائها بعد 3 سنوات من الدعم المالي واستجلاب الإرهابيين كانت النتيجة أن هؤلاء الإرهابيين هم الآن "داعش والنصرة " ولا لأحد السيطرة عليهم الآن والأسد لم يسقط.......

وبذلك يكون أن أمريكا لم تعد بحاجة لهذيين الحليفين الذين وضعوا شروطاً للمشاركة وفي النهاية  من يقاتل القاعدة وداعش والنصرة في اليمن والعراق وسورية ولبنان هم حلفاء إيران , وهذا يعني تآكل مشروع داعش والنصرة بدون الفضل" السعودي ـ ـالتركي" وهذا يعني احتراق الطبخة الأمريكية كما وصفها قنديل ..........

فالتفاهم الآن مع إيران , لأن القوى التي هي جزءاً من الحرب التي تمنع تمدد داعش وتحولها إلى تصدير الأرهابيين نحو أوروبا والعالم هي حلفاء إيران , فالمنطق الأمريكي يرتضي ماطلبته إيران من أن تكون الجائزة ل" مسقط" وأن لايكون ثمة دور للسعودية وتركيا وقطر وأن يكون التفاهم " الأمريكي ـ الإيراني " بداية لتوليد دينامية على مساحة المنطقة تصعد فيها الدول التي تمثل جزء من هذا الحلف الكبير الذي جاءت الحرب على سورية بالأساس لمحاربته وتوجيه ضربة قاسمة له .....

وأوضح قنديل أن في قلب كل هذا " سورية " , فنحن نرى تصريح " دي ميستورا " نحو التوجه إلى مفاوضات في جنيف بحسب تصريح "تشو ركين" باستحداث مجموعة جديدة تسمى مجموعة "أصدقاء سورية " تضم فيها السعودية دون اعتراض روسيا لذلك , ولكن بدون وجود تركيا وذلك لدورها في أحداث اوكرانيا وشبه جزيرة القرم

ورأى قنديل أن رؤية " دي ميستورا" ليست رؤية شخصية وان كلامه يعني أن هناك قراءة أمريكية تفاوضية , وهذا يعني نزول الأمريكي عن الشجرة ووضع حد لحلفائه الذين قاموا بتوريطه سابقاً , وأن لاقلق من الملف في سورية والعراق ولبنان

اما في الموضوع اللبناني قال قنديل أن تيار المستقيل يردي شراء التمديد للمجلس النيابي , وهذا يجلب الفراغ وهو بذاته تعديل لموازين القوى السياسية والدستورية بارسال إشارة تقول أن : " من يرتكب خطيئة التطاول وفتح النار على المقاومة والجيش وتقديم تغطية للأرهاب تحت شعار معادلة المذاهب بالتوازن العسكري والأمني " مصيره الطرد خارج جدران المجلس النيابي , وإذا كان الخيار بين الفراغ وبين عدم رفع الحصانة عن " خالد الضاهر " ومحاكمته , فالفراغ هو الخيار الأشرف ...

وأشار إلة أن في لبنان لرئاسة ولانقاش بالرئاسة إلا بعد تبلور المشهد بالمنطقة , وأضاف أنه بوجود إيران كدولة عظمى  ولاعب كبير وجديد بالمنطقة ومقابلها أمريكا بعد التراجع السعودي والتركي يكون مستقبل الرئاسة في ظل تصاعد الدور الإيراني يعود ليعطي حظوظ مرتفعة للعماد ميشيل عون وهذه حقيقة ...

أما في الشان اليمني لفت قنديل إلى أن اليمن سيرسم مستقبل الخليج وأن الحوثيون تخطو المرحلة الصعبة وانهم يصنعون التسوية التي ستولد حكماً .

 

ـ وفي نهاية الحلقة اجاب الأستاذ ناصر قنديل على تساؤلات المشاهدين ...

اولاً في معرض الرد على سؤال عن قدوم " برنار ليفي" إلى تونس أجاب قنديل انه جاء في موعد مع المجموعات الليبية التي تعمل على تقويض الاستقرار والتي بعضها مرتبط بالقاعدة وقطر والاخوان المسلمين من أجل إقامة غرفة عمليات معينة على الحدود الليبية التونسية من جهة ليبيا وهو يحمل تعليمات من أجهزة المخابرات الغربية وخاصة الاستخبارات الاسرائيلية ....

ورداً على سؤال عن التشابه بين داعش وإسرائيل أجاب قائلاً :

أن داعش والنصرة هم ظواهر أمنية حدودية وهذه الظواهر لها ارتكاز هي المنطقة بين دجلة والفرات , وهي منطقة مفصلية فنحن أمام توصيف كياني إحتلالي وهو التوصيف الأخطر..

ورداً على سؤال آخر من خشية انفجار الوضع في البقاع الغربي على لبنان قال : أن إسرائيل لن تسمح " للنصرة" التي ترعاها بأن تجرها لحرب قد لايمكن السيطرة عليها , فلا قلق من تفجير الوضع في منطقة البقاع الغربي ولا من جهة فلسطين , وان رسالة الردع التي كرستها المقاومة قد ادت دورها.

                                                               تحرير: فاديا علي مطر

2014-10-31 | عدد القراءات 1944