في بداية حديثه أكد ناصر قنديل رئيس تحرير جريدة البناء أن الأطراف والمعنيون القادرون على المشاركة بالحرب يتمثلون بضابط وكيل للدولة المعنية , يحمل المعلومات ويحمل الخطط وأشكال التنسيق والقدرات التي تستطيع وضعها في خدمة حالة الحرب وعبر من يسمى ناظراً لقرار الأمم المتحدة ولكنهم بارعين في وضع ناظر للقرار 1959 ,أما بقرار بحجم الحرب على الإرهاب مسرحه العالم كله ومسرحه الأساسي منطقة الشرق الأوسط حيث الاشتباك الدولي العالي الوتيرة والدموية ,فليس مهم لديهم تعيين ناظر يتولى المتابعة والتنسيق ...
وأشار أن الرؤية التي أكدت عليها روسيا وإيران كان الجواب لاتعاون ثنائي خارج هذا الإطار وهذا يعني كيف تشترك سورية وهي حكماً دولة عضو في الأمم المتحدة وسوف تكون ممثلة بغرفة العمليات أسوة بكل الدول الأخرى ....
أما المبدأ الثاني الذي وضعه الروس والإيرانيون هو مشاركة الدول المعنية التي ستكون بلدانها وأراضيها ساحات اشتباك ومواجهة ,يتوقف على مشيئتها الذاتية ,يعني أن تحدد هي احتياجاتها وماذا تريد من المعادلة الدولية أن تقدم لها في سياق هذه المواجهة,
وبالتالي فإن الموقف الروسي والإيراني رسما سقفاً للتعاون في موضوع الحرب على الإرهاب , وتم الأنفاق على تحسين مسارات التفاوض حول أوكرانيا .....
ونوه قنديل عن اللقاء الذي ضم "لافروف وكيري"الذي,ترجم في القمة التي كان عنوانها :"القمة الآسيوية الأوربية",في ميلانو والتي شارك فيها كل من بوتين وميركل
والرئيس الأوكراني المدعوم من الغرب , والذي حصل فيه لقاء مع بوتين الذي وضع قواعد الحل في أوكرانيا,فروسيا ليست طرف في الاشتباك , وليس هناك مشكلة روسية أوكرانيا بل هناك أزمة"أوكرانية _أوكرانية"وعلى الغرب أن يعترف بهذا , فالطريق الذي يرسمه التدخل الغربي هو طريق حرب أهلية في أوكرانيا إذا تركت سوف تؤدي إلى تشظي أوكرانياوانقسامها إلى دويلات......
فالنتيجة كانت تعهد ألماني بالتعاون لإرساء حل للأزمة "الأوكرانية ـ الاوكرانية"
فبرأي قنديل أن ألمانيا تدرك حاجاتها للغاز الروسي قبل فصل الشتاء وأنه سوف يكون شتاء قاسي على كل أوروبا,أذا لم يتم توصل إلى تفاهمات سريعة , بعد مطالبة روسيا ,لأوكرانيا بتسديد مبلغ مايقارب 5 مليارات دولار عن استهلاكها للغاز حتى تقوم بعملية الاستئناف بالضخ وهذا يعني إدراك أوروبا للفشل في إيجاد البدائل بعد الاستغناء عن الحاجة الروسية , فالاجتماع "الروسي ـ الأوروبي ـ الأوكراني" هو لبحث مسألة الغاز ولم يصل إلى نتيجة لكنه أسس للوصول إليها.....
وأشار قنديل أن هناك رغبة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار سريعاً في اوكرانيا بناءاً على الطلبات الأوروبية التي قدمت لأوكرانيا , وما تصريحات "فابيوس" على الحاجة للإسراع وتبطئ وتيرة العقوبات الأوروبية إلا أملاً بالتوصل إلى تفاهم ....
اذاً وبحسب مايرى قنديل لدينا مسار يقول " أن الزمن الأوروبي في اللعبة الأمريكية ضد روسيا ينفذ , وأن أوروبا تجد نفسها مضطرة للوصول إلى تفاهم , وهي لاتملك البدائل التي تقدمها لأوروبا".....
منوهاً أن الورقة الأوكرانية بالمفهوم الذي أرادته أمريكيا تحترق وتفقد مفعولها ,فتصبح روسيا في موقع القوي والقادر على فرض الشروط ,وتضع شروطها الواضحة , معتبراً أنه سيكون هناك استفتاء على صيغة " الكون فيدرالية "الذي تمنح المكونات الأصلية للدولة الأوكرانية شكلاً من أشكال الاستقلال , والعودة للاتحاد في دولة "فدرالية رضائية" يكون فيها لكل من مكوناتها الدور المتساوي في صناعة السياسة التي ستؤدي إلى أوكرانيا محايدة في صراعات في الشرق والغرب , وتربطها علاقة حسن جوار من زاوية شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم ,اللذان يعنيان الأمن القومي الروسي ,وبهذا تكون أزمة أوكرانيا التي فتحت قبل عام لإخضاع روسيا في روزنامة أمريكية على مستوى العالم قد ارتدت إلى صدور من أنتجوها , وخرجت روسيا منها في موقع الرابح.....
وأضاف قنديل ان على الضفة الإيرانية يحدث شيئاً مشابه فبذات الوقت الذي تتمسك فيه إيران في الموقف
المشترك مع روسيا من شروط وآليات كيفية الحرب على الإرهاب يستمر التفاوض في الملف النووي الإيراني
,الذي كان الأمريكيون يهولون به بعدم الأتقاق , لنكتشف أن الكلام "لأيراني ـ الأوروبي ـ الروسي ـ الأمريكي " تقريباً متطابق وأن نسبة كبيرة من قضايا الاختلاف قد تم حلها وأن العقدة المتبقية ,هي في البعد التقني .....\
مؤكداً أنه لم يعد النقاش في أن تمارس إيران التخصيب أم لا ؟....
فحق التخصيب قد حسم ولم يعد موضع نقاش , وأن الباقي متعلق بكم هو عدد أجهزة الطرد المركزي لدى إيران
, وكان الأوربيون يعرضون 4 آلاف , والأمريكيون يعرضون3آلاف , وإيران تطلب 7500 جهاز ,وبالتنسيق الإيراني الروسي الذي راهن الأمريكيون بالدخول على خطه وفك عراه تتقدم روسيا بمقترح تقول فيه : طالما أن العقد" الروسي ـ الإيراني" يلزم روسيا بأن تزود إيران بالوقود النووي لغاية عام 2021 م , فيمكن أن نضع تدرجاً من الآن حتى العام 2021م بإضافة كل سنة 500 جهاز طرد مركزي , وخلال 7 سنوات باقية , تكون إيران وضعت 3500 جهاز , لذلك نقترح أن تضع إيران 4ألاف جهاز بحسب الأنفاق الأوروبي , وتضيف كل سنة 500 جهاز حتى العام 2021م , فتكون إيران عندما تنتهي من العقد الروسي قد دخلت مرحلة الاكتفاء الذاتي من الوقود النووي .....
فبالتلخيص يقول قنديل : " أن أمريكا التي كانت في وضعية تجميع أوراق القوة من حلفائها , وتصعيد الاشتباك مع كل من روسيا وإيران وجعل عنوان الحرب على " داعش" إطاراً لعزل إيران وروسيا وبالتأكيد سورية مع نفاذ الوقت ومع الشعور بالمراوحة بالمكان مع التحقق والتأكد من ضعف الحلفاء , مع إمساك روسيا بورقة القوة الإيرانية والضعف الأوربي اتجاه موسم الشتاء , والعجز عم امتلاك بدائل لتأمين الغاز أمام موسم الشتاء القادم , تشعر أمريكا بإن عليها الذهاب إيجاباً نحو روسيا.
بالمقابل النهوض الذي تبديه القوى العراقية الحليفة لإيران, وأمام الثبات الذي يحرزه حزب الله في لبنان , وأمام القدرة المتنامية للدولة السورية وجيشها وقائدها , تشعر أمريكا ان عليها المزيد من التشبيك مع إيران وان تحاول جذبها وفق مفهومها,إلى الحلف لمواجهة " داعش " كما حاولت مع روسيا بشرط أن تفصل هذا عن الملف النووي الإيراني ....
واعتبر قنديل أننا نستطيع القول بأننا نتوقع سيراً حثيثاً نحو إنهاء القضيتين الكبيرتين العالقتين في معادلات العالم " الملف النووي الإيراني ـ والقضية الأوكرانية" في الفترة الفاصلة عن نهاية العام ...
ورأى أنه في خلال هذه الفترة فمن المنطق والطبيعي أن يتقدم الطرح الإيراني الروسي في آلية الحرب على داعش..... وأكد أن الأمريكيين مروا بمرحلتين ويدخلون الثالثة وهي اطلاق داعش.
, فالتركي فشل بلعبة الأخوان المسلمين في مصر وسورية ويجد البحث عن بديل و داعش الذي هو جيل من أجيال القاعدة ......
فتركيا هي الحضن والسند لداعش من خلال الإيواء والتسليح والمرور لبيع النفط ...
مشيراً إلى أن هناك تقاسماً "تركياًـ قطرياً" , قطر ترعى "النصرة " وتركيا ترعى "داعش" والأمريكي يتفرج ......
معتبراً أن ولادة داعش لحاجة أن لايعود المقاتلين الأجانب إلى بلادهم والحل أن يبقوا هنا أو يموتون......
بعدما تجاوزوا
الحاجز الإنساني بمشهد الذبح وقطع الرأس وغيره , ودخلوا مرحلة من الخطورة لايمكن للمجتمعات الغربية تحملها, وفي العامل الثاني استعمالهم ورقة الضغط على إيران وسورية وحزب الله لإلهائهم عن الضعف السعودي والإسرائيلي ,والعامل الثالث برأي قنديل استخدام هذه الورقة التفاوضية التي تسمح بأن النظرية ستكون بأن الكل منتصر وليس هناك منتصرا و مهزوم .....
مشيراً أنا التجاذب التركي الأمريكي حرك مناخ العلاقة مع حلفائه على دفتر شروط وما عاد الكلام عنوانه " نحن معاً بالحرب على سورية"...
وأكد قنديل أن الضعف السعودي والعجز الإسرائيلي جعل الأمريكي قادر على
التفاوض مع إيران والحكومة العراقية ومن تحت الطاولة مع الدولة السورية وهذا مكنه من القدرة على الترويض
والتطويع لحلفائه بغرض عدم فرض الشروط لذلك نرى الحرب ب"عين عرب" متذبذبة , فأمريكا لاتريد هزيمة سريعة لداعش وهي متاحة , حتى ليبدأ الانهيار الدراماتيكي لمقاتليه ولصورته لأن داعش هي استنزاف لكل من "داعش ـ الأكراد ـ الأتراك" ورمي للشروط هنا وهناك ......
وفي سياق آخر رأى قنديل أن معركة " البريتال ـ وعرسال " أثبتت للأمريكي بأن جسم المقاومة هو المطلوب وليس القوى التي أعتمد عليها فتجربته مع الإسرائيلي والتركي والمعارضة المسلحة التي أسماها " بالمعتدلة " أثبتت أن تجربة حزب الله هي مميزة .....
ولفت قنديل إلى أن الصراع في الخليج ومنذ أحداث اليمن قد غير المعادلات , فبعد سيطرة الحوثيين على صنعاء بداو يدقون باب السعودية , ومن يومها بدأ واضحاً أن سياقاً جديداً بدأ بالخليج......
مشيراً أن الرد الإيراني عطل مفاعيل القوة السعودية فكان الرد السعودي بإعدام الشيخ النمر الذي وصفه
"نلسن مانديلا العرب" وقال أن النظام السعودي يدفع الأمور ببلاد الحجاز إلى الانفجار الدموي جراء عدم قبوله لحقوق ثلث السكان معتبراً أن انتقال الصراع إلى الخليج سيقرر مصير العالم كله وسيؤدي إلى تراجع دور الإقليم السعودي وعندها سنكون أمام نهاية الحقبة السعودية. ولن تعود اللاعب الذي يصنع السياسي في المنطقة ....
منوهاً أن بدون صلح مصري سوري ضد الأخوان والقاعدة لن تكتمل الثورة الثانية
في مصر وبدون فتح السفارة السورية في تونس ومحاربة إرهابيي " جهاد النكاح " لن تكتمل الثورة وهذه معادلات المنطقة الجديدة , ...
لافتاً إلى تقسيم وظيفي يجري بطريقة استخباراتية ذكية ليست بالضرورة قادرة بالسيطرة على كل المفردات لكنها مؤثرة وحاسمة فمن غير المقبول القول أن أمريكا
بعيدة عن نشأت القاعدة وإنها لاتملك القدرة على التأثير بحركته وهي المتحكم فيه بالقرارات الكبيرة , وكذلك داعش والنصرة ......
معتبراً أن داعش والنصرة ظواهر حدودية جغرافية وليست ظواهر جغرافية طائفية وهذا مهم , فالنصرة هي فرع معتمد من القاعدة في بلاد الشام ليقول عنها " يعالون " و " جنبلاط" أنها معتدلة ويطلب تسليحها ......
وفي ختام حديثه قال: أن أمريكا استهلكت لعبة الضغط على جبهتنا ووصلت إلى نفاذ الوقت وبناءاً عليه ينتهي الملف النووي الإيراني والقضية الأوكرانية , والتفاهم حول هذين الملفين قبل نهاية العام وبأن حلفاء أمريكا في الحضيض , غير قادرون أن يسهموا في الحرب المقبلة التي عنوانها مكافحة الإرهاب , فيبعدهم عن المشهد لينخرط منفرداً في التفاهم مع إيران وهذا الأنحراط هو بداية مرحلة جديدة في المنطقة , وفي الخليج سيكون اليمن هو المسرح الرئيسي للتطورات وصناعتها , لكن السعودية هي المكان الرئيسي لتلقي النتائج وتداعياتها.
تحرير: فاديا علي مطر
2014-11-03 | عدد القراءات 1884