– يقيس الكثيرون الموقف مما يجري في السودان والجزائر وليبيا باتخاذ سورية نموذجاً. وفي هذا ضياع للبوصلة لأن في سورية وليس في سواها دولة وطنية كاملة الأوصاف بثوابتها وخياراتها وجيشها وقيادتها وما يجري في سائر البلدان يدور بين قوى وجماعات ليس بينها ما هو صافٍ في الوطنية.
– في مكان نرى السعودية والإمارات تواجهان تركيا وقطر من وراء المواجهة بين الجيش والجماعات المسلحة كحال ليبيا. وفي مكان نرى الحراك الشعبي يتداخل ومثله الجيش بما لا يبتعد كثيراً عن النظام القديم كحال السودان. وفي مكان نرى الصورة أوضح مع الجيش الوطني في الجزائر لكن لا تبدو صورة الحكم الجديد واضحة.
– القياس هنا ليس بين حكم صاعد وحكم ينتهي بالمفاضلة السياسية بل المفاضلة بين خطر الفوضى وبقاء الدولة والدولة هنا برمزية الجيش قد لا تختلف عما كان قبلها، لكنها دولة ومقابلها خطر الفوضى، كما كان الحال في مصر عشية سقوط حكم الأخوان. فكان الخيار حكماً مع الجيش وبقاء الدولة.
– هكذا بالقياس لما كان وما هو الآن في مصر حيث تكثر الملاحظات على الأداء السياسي للدولة، نبقى مع بقاء الدولة ورمزية الجيوش الوطنية حتى لو كان وراءها كثير من الالتباسات في الخيارات، لأن البديل الآخر هو خطر سقوط الدولة وتشظي الوطن وبين الدولة واللادولة نكون مع الدولة حتى تثبت وبعدها لنا حق الاختلاف.
ناصر قنديل
2019-04-13 | عدد القراءات 2298