مَن لا يملك الحرب يختصر الحصار

– في الظاهر تبدو واشنطن تستعدّ للحظة قادمة عنوانها تركيع إيران وتجويع دول قوى المقاومة حتى السقوط وتبدو ذاهبة في تسييد «إسرائيل» على المنطقة بقوة التوقيع العريض للرئيس دونالد ترامب. وكل من المسارين ليس لعبة بالتأكيد. ففيهما من الجدية ما يكفي، لكن السؤال الذي يواجه اللحظة الحاسمة في كليهما هو ماذا لو؟

– ماذا لو بلغ أي من المسارين اللحظة التي يمكن له فيها تهديد حصاد عقود من التضحيات التي بذلها محور المقاومة لتحقيق معادلات الردع التي أثبتت فاعليتها حتى طوت واشنطن وتل أبيب لغة الحرب وذهبتا إلى فرض الأمر الواقع بالتواقيع من توقيع قرارات العقوبات الأميركية إلى تواقيع قرارات الضمّ والتهويد؟

– ماذا لو وجدت إيران أن تضحياتها مهددة بالضياع وإنجازاتها مهددة بالتبدّد، وماذا لو وجدت قوى المقاومة أن ما حققته بالدم يضيع في بحار من الحبر؟

– الطبيعي أن التاريخ لا يعرف الانتحار ولا يعترف بالحصار إلا بصفته شكلاً من اشكال الحرب، والطبيعي أن يستخدم كل محارب الحرب التي يتفوّق فيها ويتقن امتلاك مقدراتها ويعرف ملاعبة مخاطرها. وعندما تضيق به الميادين التي فرضها عدوه سيعيده إلى الميادين التي يجيد اللعب على عشب ملاعبها.

– الحرب تعود من الباب الواسع كلما بدا الحصار فاعلاً وعندما لا تعود، فهذا يعني أن الحصار ليس الفاعل، وإن عادت الحرب ماذا ستفعل واشنطن وتل أبيب؟

– ماذا عن هرمز وطريق النفط الحتميّ المهدّد بالإغلاق، وماذا عن غزة وصواريخ تل أبيب وماذا عن مشروع مقاومة في الجولان وعن تحريك ملف تحرير مزارع شبعا وترسيم الحدود البحرية للبنان وكلها بوابات للحرب؟

– عندما تحضر الحرب تقع الحرب أو يسقط الحصار. وواشنطن التي لا تملك قرار الحرب مثل تل أبيب تعرفان ذلك، فهل تبدو لعبة الحصار تحت سقف تفادي الحرب؟

ناصر قنديل

2019-04-26 | عدد القراءات 2362