سوريا : الثالثة ثابتة - روزانا رمّال

 

مقدمة نشرة أخبار توب نيوز 11-11-2014

لاول مرة منذ اندلاع  الازمة  في سوريا و الحديث عن اهمية السعي الى حل سياسي  فيها و ما سبق وعقد من مؤتمرات كجنيف 1 او جنيف 2 و ما سعت اليه الدول الكبرى الحليفة المعنية بالنزاع و اطرافه خصوصا الولايات المتحدة الاميريكية و روسيا , يتقدم مبعوث الامم المتحدة الى سوريا  مسرعا لمناقشة حل  سياسي ما او بناء ارضية له او تقديم عروض جدية الى الرئيس السوري رأس النظام الحالي في سوريا كما يسميه خصومه .

ستيفان ديمستورا هو مبعوث الامم  المتحدة الرقم 3 الى سوريا بعد الاول كوفي انان و الثاني الاخضر الابراهيمي  و يبدو انه الاخير .

الاخير لان الكلام هذه المرة يختلف و  الاندفاع نحو التحدث في الحل او التقدم بخطوات اسرع اليه هذه المرة يختلف و الاهم :  ان الرؤية و الموقف من الاسد يختلف  فديمستورا يقول بزياراته و طرحه الاخير في دمشق  ان الرئيس الاسد هو المفاوض الاكبر و الاساس في هذه الدولة التي رفض المجتمع الدولي التعاطي معها كدولة لا تزال تتمتع بسيادة و رئيس و مؤسسات .

قبل الذهاب الى سوريا كان لديمستورا كلام على قناة العربية دعا فيه المعارضة الى الحوار مع الرئيس الاسد و قال التالي بوضوح و الذي  لم يتوقف كثر عند مضمونه باعتبار انه قد لا يترجم او قابل للتأويل و هو  "  اتفقت مع الاسد على ان الحل السياسي يبدأ من قبول المعارضة بما تقبله الدولة لتشكيل جبهة ضد الإرهاب رغم ان الدولة هي الأقوى "

 

هذا الكلام نفسه حمله ديمستورا الى   الرئيس الاسد مضيفا عليه  مبادرة تقوم على تجميد القتال في حلب و خرج يلفت الى  ان الاسد أكد انه يدرس الطرح، و انه بالتالي علينا أن نتأكد أنه سيتم تنفيذ الطرح لان البديل هو المزيد من المعاناة، وهناك خاسر واحد فقط يتمثل بفقدان الامل والسلام في المنطقة

هذا الكلام هو تفاؤل حقيقي من  قبل ديمستورا  في تعليقه على رد الاسد و مبادرة جديرة بالبحث  كتعليق للاسد على كلام ديمستورا

و عليه تعتبر مصادر مقربة من النظام السوري انه اذا كان على الاسد ان يعدل فيها فسيكون بالنسبة له انه طالما تطرح مبادرة ديمستورا الاعتراف بالنظام كشريك في الحل و ببقاء الاسد رئيسا 

و طالما  ان المبادرة تحت راية الامم  المتحدة فيجب ان تنطلق من قرارات  الامم المتحدة المتعلقة بمكافحة الارهاب وخصوصا ما يتصل باقفال الحدود امام المسلحين والسلاح استنادا الى القرار 2178.

باتت النوايا الجدية اليوم  اقوى الا ان الملفت بالحراك نحو دمشق تقدم ديمستورا الى منتصف الطريق بهذا التوقيت و بهذه الثقة التي لم يحظى بها اسلافه و بالتالي فان لهذه الثقة  ملاك حارس يترجمها زخما  ضخه الاميريكي الى العملية السياسية في سوريا و بالتالي فان هذا التقدم يؤشر الى ان هناك طرفا يحذر المزيد من التقدم للجيش السوري بعد انجازاته المحققة التي استطاع استرجاع السيطرة فيها و فرض سيادته و بالتالي يخشى الاميريكي ان يأتي يوما قريبا لا يجد فيه ما يمكنه و حلفائه التفاوض عليه مع الاسد الذي ياخذ نفسه و جيشه الى تكريس سلطته سلطة شرعية وحيدة معمدة بدماء جيشه و شعبه دون منة احد .

المبعوث الثالث ديمستورا

انها الثالثة ..  و ربما الثالثة الثابتة لسوريا

 

 

 


 

2014-11-11 | عدد القراءات 1629