مختصر مفيد على أميركا أن تختار

مع احتدام الصراع في الخليج تدور المواجهة على ملفين استراتيجيين سوق الطاقة والملف النووي الإيراني وتكتشف واشنطن الوضع الصعب الذي زجّت نفسها فيه. فهي مدعوة لمواصلة الضغط تحت شعار إجبار إيران على تعديل التفاهم حول ملفها النووي وترتضي معادلات الحصار لحركتها التجارية في سوق النفط حتى ذلك الحين.

– وضعت إيران معادلة معاكسة مضمونها أنها جاهزة للخروج من التفاهم النووي والاتجاه مجدداً نحو تطوير برنامجها النووي، خصوصاً في مجال تخصيب وتخزين الوقود النووي وصولاً لوضع ما قبل اللحظة الأخيرة في امتلاك السلاح النووي وأنها مستعدة لتعميم الحصار النفطي بأشكال متعددة ليطال العالم معها إن بقي يصيب حقها بالمتاجرة وعجز الذين يدعون الحرص على الالتزام بالتفاهمات عن تطبيق ما يحق لإيران بمضامينها.

– دارت الجولة الأولى في الخليج ولم تعلن إيران بعد النزول إلى الميدان. والحاصل حتى الآن حالة رعب في سوق النفط العالمية من الآتي وقلق يعم العالم من بدء إيران بالتخصيب والتخزين لوقودها النووي.

– إن ذهبت واشنطن للمواجهة سرعت إيران برنامجها النووي وانفجر الذعر في سوق النفط. وإن أبطأت واشنطن الرد وتملصت تثبت إيران مقولتها بأن استقرار أسواق النفط مرهون باستقرار قدرتها على المتاجرة وبأن تثبيت برنامجها النووي يتوقف على التزام الآخرين بالتفاهم.

– واشنطن بين خيار أن تغضب فتربح إيران انتصار معادلاتها وأن تعتصم التروي فتربح إيران انتصار معادلاتها.

ناصر قنديل

2019-05-17 | عدد القراءات 2248