ـ يدرك كلّ الذين عاصروا مرحلة ما بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وما تلاه من تدخل في السياسة اللبنانية وصولاً لإيصال رئيسين للجمهورية أنّ الحديث عن إجماع لبناني في مقاومة الإحتلال كذبة كبيرة وأنّ الغالبية السياسية اللبنانية يومها والممتدّة بأشكال جديدة اليوم وقفت على ضفة تعتبر المقاومة في أحسن الأحوال مغامرة محكومة بالفشل.
ـ انقسم اللبنانيون بين تيارين رئيسيين بينما كان أهل المقاومة فيه تياراً ثالثاً يمثل أقلية سياسية لا يسمع صوتها بين تيار يدعو تحت شعار الواقعية إلى مفاوضات تنتهي باتفاق الممكن مع كيان الاحتلال وهو الأغلبية الكبرى وتيار ضعيف ينادي بالاستثمار على علاقات لبنان العربية والدولية لضمان تطبيق القرار 425.
ـ المفاوضات التي حظيت بشبه إجماع سياسي ورعتها واشنطن وباركتها الأمم المتحدة والدول العربية التي اجتمعت في قمة الدار البيضاء انتهت إلى اتفاق حظي بتأييد مجلس النواب باستثناء نائبين هما زاهر الخطيب ونجاح واكيم نطقا باللا الكبيرة بلسان المقاومين والرافضين لإتفاق الإذعان.
ـ أسقط المقاومون عبر انتصار انتفاضتهم في السادس من شباط 1984 الاتفاق وفرضت على المجلس النيابي الإقرار بذلك وأنهت وجود المارينز والقوات المتعددة الجنسيات وفتحت طريق بيروت إلى دمشق والجنوب ولم تلبث أن فرضت انسحابات متتالية على الاحتلال توّجت بالتحرير الكبير في 25 أيار عام 2000 فرضت خلاله المقاومة وليست علاقات لبنان الدولية تطبيق القرار 425.
ـ في الذكرى العبرة هي أنّ الحق والقوة أكثرية والباقي نفاق.
التعليق السياسي
2019-05-17 | عدد القراءات 1780