ـ في كتابات سابقة للإنتخابات الإسرائيلية ولعدة مرات قلنا خلافاً لكلّ التوقعات إنّ «إسرائيل» لن تلجأ إلى حرب على غزة لا قبل ولا بعد الإنتخابات، ولكننا قلنا أيضاً انّ نتائج الإنتخابات ورغم كلّ الدعم المعنوي الذي حصل عليه بنيامين نتنياهو لن تحمل كتلة قوية ولا تحالفاً قوياً يكفيان لتشكيل حكومة قوية.
ـ مما قلناه انّ التشظي هو الذي سيصيب المستوى السياسي الإسرائيلي بفعل الضعف الإستراتيجي والعجز عن خياري التسوية أو الحرب ومقتضيات كلّ منهما وما تمثله من مخاطرة وجودية بالنسبة لـ «إسرائيل»، ما سيعني ظهور مجموعة كبيرة من الكتل الصغيرة التي سيكون صعباً تشكيل حكومة منسجمة منها وسيكون السعي لتشكيل حكومة متناقضات وجهاً آخر لوجوه الهبوط السياسي.
ـ ما شهدته محاولات تشكيل حكومة نتنياهو بعد الإنتخابات وصولاً إلى التصويت على حلّ الكنيست لنفسه تعني سواء تمّ الحلّ أو تمّ التوصل لتسوية تتيح تشكيل حكومة أنّ الهبوط السياسي في كيان الإحتلال يبلغ مداه، وانّ هذا سيحضر بقوة في كلّ مرة يكون على الحكومة إتخاذ قرارات مصيرية سواء تحت عناوين التسوية او الحرب.
ـ الأفول الاستراتيجي لا يعالج بالتلاعب والتذاكي البلاغي كما يفعل نتنياهو ولا بالإنكار والإدّعاءات الفارغة والعنتيرات كما يفعل أفيغدور ليبرمان، وللتذكير فإنّ سقوط الحكومة السابقة والذهاب للإنتخابات المبكرة حدث في ضوء خلاف نتنياهو وليبرمان بعد حرب غزة الأخيرة والعودة للتهدئة فالخيارات تسبق التحالفات والخلافات والتوقعات والخيارات تبدو مسقوفة او مسدودة.
التعليق السياسي
2019-05-28 | عدد القراءات 2031