ـ موقفان لافتان رافقا أحداث طرابلس الأخيرة تعليقاً على مواقف الجهات الحكومية والأمنية الرسمية التي اعتبرت هجوم داعش المتزامن مع هجمات عديدة في المنطقة عملاً منفرداً وأعادته إلى حال عصبية ونفسية غير مستقرّة للمهاجم الداعشي.
ـ الموقف الأول لوزير العدل السابق أشرف ريفي الذي أضاف تفسيراً لتصرف العنصر الدعشي الذي سبق وقاتل في الرقة ونفذ بهجومه ترجمة لدعوة أبي بكر البغدادي الذي أراد إعلان استمرار التنظيم مع أول عيد بعد سقوط آخر معاقله النظامية في دير الزور، وسبق للداعشي أن ظهر في صور مع الوزير ريفي، وما قاله ريفي أقرب للهلوسة، ففي حسابه أنّ المناخ السياسي الذي سبق عملية داعش في طرابلس يفسّرها، معتبراً انّ هناك إستفزازات طائفية أدّت إلى ظهور التطرف قاصداً كلام الوزير جبران باسيل وكلامه عن المارونية السياسية والسنية والشيعية السياسية، وخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وموقفه من السعودية ومن كلام رئيس الحكومة في القمة العربية.
ـ كلام ريفي يذكرنا بما سبق وجرى عندما أعلن وزير الدفاع الأسبق فايز غضن عن وجود لتنظيم القاعدة في عرسال وقامت الدنيا ولم تقعد، وكان ريفي في طليعة المدافعين عن هذا الوجود باعتباره لـ «ثوار شرفاء» ولم يرفّ لريفي جفن عندما قام ثواره بخطف العسكريين اللبنانيين وقتلهم، فالاستفزازات الطائفية وخصوصاً تواجد حزب الله في سورية أسباب تفسّر التطرف برأيه يومها وتبرّره.
ـ الكلام المتزن والمسؤول هو ما خرج على لسان النائب فيصل كرامي من دعوة لتحقيق جدّي يكشف قصة الداعشي عبد الرحمن مبسوط وسرّ التحقيق السريع والمحاكمة السريعة والمدّة المحدودة للحكم والإفراج السريع التي حظي بها جميعاً مقابل آلاف الموقوفين لا زالوا ينتظرون المحاكمة منذ سنوات وسرّ الحديث عن ذئب منفرد ونفي وجود عمل تنظيمي وراءه وسر الحديث عن حالة نفسية وعصبية تفسّر عمله الإرهابي، فكلّ شيء يدعو للشبهة ويستدعي تحقيقاً جدياً.
التعليق السياسي
2019-06-08 | عدد القراءات 2054