مختصر مفيد أنصار الله يغيّرون المعادلات

بقراءة بسيطة لموازين القوة بين محور المقاومة والمحور المناهض الذي تقوده واشنطن سيظهر أن التموضع التركي والارتباك الأوروبي بفعل الفشل الذي أصاب الحلف الذي جنّدته واشنطن للحرب على سورية قد جعلا المحور الفاعل الذي تحرّكه واشنطن يضمّ بالإضافة إليها كلاً من السعودية و«إسرائيل». وسيظهر أن الشلل الذي تكفّل حزب الله بفرضه على «إسرائيل» جعل الجبهة الخليجية هي الحاسمة في رسم التوازنات.

حشدت واشنطن أساطيلها في الخليج بعدما ابتزت كلاً من السعودية والإمارات بأموال طائلة تحت شعار الحماية من الخطر الإيراني. وإيران لم تكن ولن تكون بوارد تهديد عسكري للدول الخليجية. فرسم الأميركيون معادلة لحضورهم عنوانها أن أي استهداف لحلفاء أميركا من أي من حلفاء إيران سيعني تعريض إيران لخطر رد أميركي موجع.

خلال يومين من التهديد الأميركي تفجّرت حاملات نفط في ميناء الفجيرة الإماراتي، ثم استهدفت طائرات بدون طيار خط أنابيب النفط الاستراتجي في السعودية المعدّ لنقل النفط عبر البحر الأحمر في حال إقفال مضيق هرمز، وأعلن أنصار الله مسؤوليتهم عن هذه العملية.

كان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في اليوم الثالث يزور سوتشي ويعقد مؤتمراً صحافياً مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف وتجاهل الحدثان معاً حتى سئل من الصحافيين فأجاب باقتضاب أنه ينتظر نتائج التحقيقات، علماً أن تفجير خط أنابيب النفط صدر ببيان رسمي عن أنصار الله.

خلال أيام أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن قواتها في الخليج ليست لخوض حرب ضد إيران وأنّها لن تقوم بأي عمل عسكري إلا إذا تعرّضت للاستهداف الإيراني. وهذا له معنى واحد هو أن واشنطن تخلّت عن حماية حلفائها وتركتهم تحت رحمة أنصار الله.

خلال سنوات يتعرّض اليمن لحرب همجية متوحّشة دمّرت الحجر وقتلت البشر وارتكبت المجازر بحق الأطفال والنساء وأصيب اليمنيّون بالمجاعة وتفشّت بينهم الكوليرا وعجز التحالف السعودي الإماراتي عن كسر الإرادة اليمنية وبقي اليمنيون يطورون المزيد والجديد من السلاح، خصوصاً في مجالي الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار.

واصل اليمنيون استهداف المواقع الحيوية في الخليج وصمت الأميركيون عن تهديداتهم باستهداف إيران وفرضت المعادلة الجديدة وعنوانها أنصار الله يرسمون مستقبل الخليج كما يحضر حزب الله في معادلة المشرق العربي يحضر أنصار الله في معادلة الجنوب العربي.

ناصر قنديل

2019-06-14 | عدد القراءات 2316