مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 26-11-2014
ثلاثة أشياء صارت واضحة المعالم في المشهد الإقليمي بعد مفاوضات فيينا بين إيران ودول الغرب وخصوصا أميركا من بينها ، الأول أنه سواء كانت الحصيلة هي إتفاق غير معلن أم مجرد تمديد للمفاوضات ، فإن في التمديد إتفاق على بدء حوار سياسي قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه سيستمر لأربعة شهور قادمة ما يعني انه يجب أن يصل لنتائج ملموسة في الربيع المقبل ، والشيئ الثاني أن الحوار بين إيران والسعودية يشكل بندا على جدول الأعمال في المنطقة وفقا لما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما ، والثالث أن مسقط هي الجهة الوسيطة التي قال الأميركيون والإيرانيون و أوضح وزير خارجية مسقط ، أنها ستتولى التحضير للحوار السعودي الإيراني وتتولى دور الوساطة فيه مضيفا أن ذلك يتم برضا وتشجيع من قيادة البلدين .
الواضح أن الوساطة التي تتولاها مسقط بين السعودية وإيران ستقوم بتحديد تسلسل للبنود التي سيقوم الجانبان بمناقشتها ، وبالتالي إختيار الملف الأشد حساسية والأقل تعقيدا في آن واحد .
والمقصود بالأشد حساسية ، عدم بدء الحوار في وقت دقيق حول ملف خلافي ثانوي لا يغير التفاهم حوله من المعادلات الصعبة التي تحكم المنطقة أو يمكن أن تحكمها إذا فشل الحوار ، ومعيار الحساسية هنا هو القضية التي يشكل التفاهم حولها ترسيخا للإستقرار الإقليمي من جهة ، وتعزيزا لجبهة الحرب على الإرهاب من جهة أخرى .
ليست قضية الجزر المختلف عليها بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران هي الملف المقترح إذن رغم أهميتها .
القضايا التي تتسم بالحساسية هنا تتمحور على لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين حصرا .
المطلوب بين القضايا الأشد حساسية إختيار الأقل تعقيدا ، و المقصود التي يمكن التقدير أن التفاوض حولها يستيطع التوصل لحلول في زمن قصير قياسا بسواها ، ويفيد التفاهم حولها في تمهيد الطريق لتفاهمات مماثلة في الملفات الأخرى .
في الملفين البحريني و السوري التباعد كبير والطابع المصيري بالنسبة للطرفين فيهما واضح وحاضر ، فالخلاف أقرب إلى أن يكون إستراتيجي ، وبدون توافر عناصر مساعدة دولية يصعب حلحلة الخلاف حول سوريا ، بينما بدون نوايا إصلاحية سعودية داخلية يستحيل تقبل السعودية لحل في البحرين يعتمد الديمقراطية .
في العراق لا يبدو بعد المشاركة الفاعلة للمكونات العراقية في الحكم رغم الخلاف الساخن بين إيران والسعودية ، أن لدى الرياض الكثير الذي يمكن تقديمه لمزيد من المناعة العراقية بوجه الفتن ولا لتعزيز جبهة مكافحة الإرهاب .
وحده اليمن يشكل النافذة الجاهزة لنجاح حوار سعودي إيراني برعاية مشتركة لحكومة وحدة وطنية حقيقية تقوم على الإنصاف الشامل للمكونات اليمنية وعزل العشائر المدعومة من السعودية وبعض قوى الحكم عن القاعدة وإمتداداتها كما هو الحال اليوم .
الحوثيون يشجعون مثل هذا المسعى ويدعمون إنجاحه ، وكذلك الغرب ، أما التشجيع السعودي فمرده إلى أن هذا المسعى يحمي خاصرتها من تمدد القاعدة إليها عبر اليمن ، أما إيران فتشجعه لأنها تفتتح عهدها في الخليج الجديد بالإنجاز اليمني .
قال وزير خارجية عمان أن اليمن يحتاج إلى مبادرة خليجية جديدة تأخذ بالإعتبار المتغيرات اليمنية والإقليمية .
إلى مسقط ايها اليمنيون .
2014-11-26 | عدد القراءات 1981