Home » Article » عمران الزعبي في سنته الثانية للغياب مختصر مفيد عمران الزعبي في سنته الثانية للغياب

قبل ثلاثين عاماً بدأت صداقتي مع المحامي الشاب عمران الزعبي المفعم بالروح الوطنية والقومية والمندفع لمشروع المقاومة والبعثي المتأثر بقوة بخطاب ورؤية الرئيس الراحل حافظ الأسد. وبسرعة صار عمران رفيق كل زياراتي إلى دمشق.

في التسعينيات وبالتوازي مع اهتمامه بتقدمه المهني كمحامٍ كان عمران الزعبي كشاب سوري مؤمن بالعروبة كمشروع لنهضة قومية وواثق بقيادة الرئيس حافظ الأسد جزءاً من حالة غير رسمية بين المحامين السوريين تنهض بإحياء ندوات ولقاءات ومناسبات لفلسطين ولبنان ومقاومته وتضع البعد القانوني في خدمة معارك الدفاع عن الحقوق العربية وصولاً لبلورة صيغة داخل نقابة المحامين السوريين تنهض بالمهمة ويقوم عليها هؤلاء المحامون وفي الطليعة المحامي عمران الزعبي.

بتزامن رحيل الرئيس حافظ الأسد وتحرير الجنوب اللبناني كان الرئيس بشار الأسد يجدد مشروع المقاومة وموقع سورية فيه. وكان عمران من الذين سخروا وقتهم وعلاقاتهم وخبراتهم التي تتراكم ليقفوا لنصرة مشروع الرئيس بشار الأسد وتثبيت حضوره في المجتمع كمشروع للحداثة والتطوير والإصلاح، ولكن لحماية ثوابت سورية القومية.

خاض عمران ورفاقه حوارات وسجالات ومناظرات مع مرحلة ربيع دمشق وحرب العراق واغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولاً للحرب على سورية وكلها كانت مفاصل في السياسة والثقافة والفكر والموقف وكان عمران يتبلور كقائد سياسي واعد.

في الحرب شكل عمران أبرز علامات الحضور الشعبي السياسي والإعلامي في الظهور الإعلامي بينما كان واحداً من أركان الفريق الذي اختاره الرئيس بشار الأسد لوضع مشروع الدستور الجديد لسورية الذي شغل عمران واستهلك جهده وصحته ووقته حتى كان يُباهي بأنه أشدّ الدساتير حداثة إلى حد يمكن القول إن لعمران الزعبي الأبوة القانونية للدستور الجديد قبل أن يصبح وزيراً للإعلام ويضيء بمقالاته على صفحات «البناء» وشريكاً في جولات التفاوض مع وفود المعارضة في جنيف وغير جنيف ويستقرّ نائباً لرئيس الجبهة الوطنية التقدمية التي يترأسها الرئيس بشار الأسد.

سيرة عمران الزعبي التي انتهت بوفاة مفاجئة قبل أن يتم الستين من عمره هي سيرة صديق عزيز وأخ نادر في لطفه وحنوه وثقافته وتواضعه وطباعه وأخلاقه وروح المسؤولية وحرقة الالتزام وهمة الإنجاز ومثابرة السعي للأفضل.

في الذكرى الثانية للرحيل نتذكّر عمران ومعه كم فقدنا من أحبّة في هذه الحرب، وكم فقدت سورية من رجال ونساء كانوا مشاريع قادة تحتاجهم ونفتقدهم والنصر يقترب.

ناصر قنديل

2019-07-05 | عدد القراءات 7113