لبنان بلا حكومة ام أن النظام قد مات ؟ كتب ناصر قنديل
ليس من أدل على الأزمات سوى تعطل مؤسسات الدولة عن العمل وأعلى المؤسسات في النظام اللبناني هي الحكومة وعندما تتعطل الحكومة مهما قدمت من أسماء وإستعارات لتغطية الأزمة كتغطية السماوات بالقبوات وقيل عنها فسحة تنفس لتنفيس الإحتقان أو حرص على منع التصادم والإنفجار فهي في النهاية أزمة يفترض أن الحكومة موجودة لتحلها فتصير الأزمة موجودة لتحل الحكومة
حكومة بحكم المحلولة موزعة إلى شظايا ومحاور عاجزة عن الإجتماع دون المجاهرة بوجود خلاف منهجي على قضية مثل الموازنة العامة كانت تستحق نقاشا وربما يقبل لعيها وحولها خلاف يجمد الحكومة ، ولا هو إنقسام حول صفقة القرن ومؤتمر البحرين ، بل هو إنقسام خلفيته ليست في إحالة جريمة قبرشمون إلى المجلس العدلي بل بالتوازانت الطائفية والحزبية والفئوية التي يوحي بها قرار الإحالة أو قرار عدم الإحالة في ظل وجود محورين يتجاذبان موقع رئيس الحكومة والقضية ليست خافية بإتصالها بتوازانات إفتراضية وإستباقية على معركة لا زالت بعيدة وليس أزانها وهي معركة رئاسة الجمهورية القادمة
ينقسم اللبنانيون قبل ثلاث سنوات من الرئاسة وثلاث سنوات فراغ رئاسي وثلاث سنوات تحضير في بداية الرئاسة تمر خلالها أزمات تشكيل الحكومات والإنتخابات النيابية فمتى تكون لهم دولة ومتى تكون عندهم حكومة تتولى شؤونهم ؟
الشيئ الوحيد الصحيح الذي لا يريد اركان النظام على ضفتي الإنقسام أن يعترفوا به هو أن نظام الحصص الطائفية مفلس وأن الإقتصاد يتحول إلى تفليسة لأن النظام الصلي قد إنتهت صلاحيته وبات مصدرا للسموم في كل ما يتصل به
القضية ليست أننا نجدها مناسبة للتذكير بما نؤمن به من دعوة للخروج مشرف من نظام العلل الطائفية بل هي الحقيقة أن نظاما قد مات ويرفض أهله دفنه ويتجولون بالجثة بما فيها من أمراض وما يفوح منها من روائح
بعد حين ستجتمع الحكومة لكن لأن النظام قد مات ستعود الأزمة بثوب جديد وعنوان جديد