عون باق لحوار ربع الساعة الأخير مرشحا

الإستحقاق الرئاسي اللبناني يصعد إلى مرتبة أعلى في الإهتمام الدولي والإقليمي ، ليس بداعي القلق من الإنهيار أو الخوف  من الإنفجار ، فصمامات الأمان الموضوعة للبنان ثبت أنها تشتغل بصورة جيدة ، وقد تجاوز لبنان أزمات بحجم حرب عرسال وحرب طرابلس ، وثبت أن الحكومة قادرة على البقاء والصمود ، وأنه رغم شدة وحماوة التوتر السعودي مع كل من سوريا وإيران ، فإن معادلة الأمن في لبنان تقوم على ثنائية ، جيش ، مهما لعبت به السياسة فهي أعجز من أن تفك صلته العضوية مع المقاومة ، ومقاومة تملك وحدها القدرة على إشعال حرب أهلية ولكنها لا تريدها والذين قد يرديونها لا يقدرون عليها .

مصدر تصاعد الإهتمام هو أن التفاهمات الدولية والإقليمية قد اقلع قطارها ومنحت مهلة أربعة شهور تنتهي في الربيع وفقا لتصريح وزير الخارجية الأميركية جون كيري عقب محادثات فيينا الخاصة بالملف النووي الإيراني ، وهذا يعني أن التمديد التفاوضي  هناك هو مجرد الغطاء اللازم لتخرج تفاهمات إقليمية وتسويات لملفات حساسة تستدعي تحريكا وتنشيطا للمساعي التفاوضية المحلية والإقليمية ، فيصير مع إنجازها ، المناخ جاهزا لتلقي التفاهم الكبير على بساط ناعم وبدون أعراض  جانبية ، فيصير مضمونا ألا يخرج  من يشعر بالهزيمة ومن يشعر بالنصر وهكذا لا تختل معادلات صناعة التسويات بسبب هذا التظهير ونتائجه ، سواء على الأميركي مع حلفائه الذين لا يريد  لهم سلوك ولا شعور المهزوم ،  أو على الإيراني الذي يحتاج إلى تظهير تواضعه ، فلا يصاب بخسارة فرصة قيادة التسويات ولو بدا منتصرا ، لكن في حال مواجهة و إحباط يصيب من يقابله إقليميا فتحول هذ المعادلات دون قطافه لثمار النصر .

النصر الناعم لإيران يعني تقبلها عدم إعلان التفاهم حول الملف النووي قبل نضوج  المنطقة لتفاهمات تكون تركيا ومصر وخصوصا السعودية أطرافا فيها ، ولبنان من اشدها حساسية ففيه الحليف الوحيد للسعودية  من بين حلفائها بالمنطقة الذي يشكل إمتدادا عضويا لها لا خصوصية تحكم أداءه خارج قرارها وتستطيع بالتالي أن تفرض عليه ما يناسبها ، وفي لبنان يمثل هذا الفريق قوة وازنة ما يمنح السعودية لهذين السببين حماسة وضع الحلحلة فيه على نار حامية ، وبالنسبة لإيران يشكل لبنان خاصرة المقاومة التي ساهمت بصناعة فائض القوة المؤسس لتوازنات التفاوض الكبير ، والذي سيحكم التفاوض الأدنى منه ، ومن لبنان يرسم حجم سوريا الإقليمي وخصوصا من بوابة رئاسة الجمهورية .

يتحرك الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل  بصورة سحرية ، ويتراجع البحث النيابي في قانون الإنتخابات بقرارات برية " نسبة للرئيس نبيه بري " تلاقي الجديد على الساحتين الإقليمية والدولية بإشاعة مناخات التفاؤل .

في الإستحقاق الرئاسي واضح ان سمير جعجع صار خارج البحث و الواضح ان سائر مرشحي الرابع عشر من آذار حالهم ليس أحسن من حاله ، والواضح أن الخيار لا يزال  على مرشح بين الزعماء المسيحيين والمقصود الأربعة الكبار كما تسميهم بكركي فلا يبقي إلا إثنين ، العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية ، والمعلوم أن فرنجية حسم أمره نحو التمسك بترشيح  العماد عون حتى يقول عون أنه لم يعد مرشحا ، كما الواضح ان حزب الله المعني بحماية ظهره برئاسة موثوقة و قادرة ، حتى يخوض دورا محوريا ينتظره في الحرب  على الإرهاب ،  يجدد تمسكه بعون مرشحا وحيدا .

عون سيبقى مرشحا في ربع الساعة الأخير من المفاوضات .

2014-11-28 | عدد القراءات 1926