ليس المقصود بالعنوان إنتقال بريطانيا على موقع رمادي بين اميركا والمعسكر المناهض لها كما هو حال تركيا بل توصيف الحال المرتبك والمتلعثم مع ضياع القدرة على ترجمة الأحلام الإمبراطورية في عالم لا مكان فيه للحنين والذكريات بل للوقائع والمقدرات
برطانيا ضائعة بين كونها أطلسية أو أوروبية فتخرج من الإتحاد الأوروبي وتلتحق بأميركا ثم تصدها أميركا بالإنكار وتقول لها بلسان رئيسها دونالد ترامب تدبروا أموركم بأنفسكم فلسنا بوارد حرب مع إيران ، كما تركيا ضائعة بين آسيويتها وأوروبيتها واوروبا تصدها وتحسبها مجرد كتلة من المصوتين المسلمين
أحلام التاج البريطاني تحكم كثير من مواقف بريطانيا كما هي أحلام السلطنة العثمانية والباب العالي لكن النتيجة في الحالتين خيبة تفرضها الوقائع ونتائج المواجهات ومثلما وقعت تركيا في حفرة حلب تقع بريطانيا في حفرة هرمز
في منتصف طريق السقوط إضطرت تركيا لدخول التسويات فكان مسار أستانة ومن بعده بقي التلاعب والخداع لكن الحقائق أقوى فكان مسار سوتشي وما بعد سوتشي الأس 400 وبريطانيا تبحث اليوم عن مسار مسقط ومقايضة ناقلات تشبه مقايضة الحافلات التي أقلت مسلحي الجماعات المدعومة من تركيا للخروج من حلب
بين الإمبراطوريات القديمة من يطمح لإستعادة الأمجاد من بوابات الحق فيتقدم وها هو حال روسيا وإيران ومن يطمح بالدخول من باب العدوان فيسقط وها هو حال تركيا وبريطانيا