في الصباح تعاهد جنود بلدان العالم كله على تحية العلم وفي الصباح يتنادى الكتاب والشعراء إلى القلم ، و الموجوع يضنيه في الليل السهر فيغشى نائما ولا يوقظه إلا شديد الألم ، و الحالم يتقلب على جنبيه ويقوم وينام وليس في البال إلا ما حلم ، و النبيل الساهر على حدود الشرف يحيا ويموت والنبل في دمه ، و المستقبل الناظر للصباح بعين الحاضر يحمل ما قبل عبرة وخزان ذخيرة ، و العاشق زاده قبل ، و الملهوف خبزه أمل ، والكل في الصباح إلى العمل ، تلاقوا في بيدر الصباح كل يتباهي بشركاته في التسمية ، فقال العلم أنا بكل فخر ما امثل رفيقي في الإسم العلم والعلماء ، فقال القلم غير رفيقا لأنهم عندي يشتغلون ، ولولاي ما كانوا يعلمون ، فقال الألم وأنا رفيق تسميتي معكوس التشكيل بالحروف فهو هنا ، أطل الأمل برأسه خجولا ، قائلا نحن نتشارك كل منا يدير ظهره للآخر ، فعندما تسقط همتي يظهر الألم ، وعندما يرجو الناس زوال الألم يحدوهم لقائي فيقولون الأمل ، فخرجا من البيدر معا ، فوقف العمل ليقول فزت انا والعلم ومعنا تبادل لا ضرر فيه للتشارك بتشكيل الحروف المتبدل من علم العلماء وعلم البلاد وعمل لا خسران فيه ينهض صروحا لا تموت ، و تبوأ البيدر يده بيد العلم ، ووقف العاشق لا يلاقي شريكا إلا المستقبل الناظر بعين الما قبل ، ليقول القبل كالماضي بلا أمل ، فلاقاه القلم قائلا وبلا شعر يخطه الشعراء بحبري ، وقلم كحل ترمي به الجميلات سحر العيون رسما ، وقلم الورد تتخذونه هدية ، فتباهى القلم بما صال وجال وتقدم الصفوف ، فخجل النبل وهو قائم على الخجل وإلا فقد التسمية ، فقال في تسميتي بعض شبه مع الحارس للثغوربقوس ونبال ، يداعب حبال قوسه كل إطلالة صباح وتحت قوس عينه مسار نبل ، فأمسك القلم نفسه وكتب للصباح ، قلم شاعر وعالم وقلم في قوس بدل النبال ، وقلم تحت القوس بيد القاضي يخط الأحكام ، وقلم كحل وقلم ورد للعشاق ، وقلم يكتب مصائر الحاضر والماضي والمستقبل ، فقال الصباح لما كنت أيها القلم إسما كان جمعك أقلام وقد صرت فاعلا صار جمعك قلمون فإلى موسم الثلوج معا ، والنبال جمع يحل مكانه نبل فتعانقا وتعالا تختصران الألم والأمل والعلم والعمل قلمون ونبل الغد والمستقبل ... صباحكم نصر المقاومين يخطه القلم بالدم القاني ، قلم ورد وقلم كحل فتزينوا ...
2014-11-28 | عدد القراءات 1870