للمرة الأولى في تاريخ لبنان توجه دعوة رسمية من جهة على مستوى الرئاسة الأولى في دولة ذات أهمية إقليمية كما هو الحال عندما تكون الدعوة من الملك السعودي ويكون المدعو مؤسسة إسمها رؤساء الحكومات السابقين ففي لبنان رئيس حكومة على رأس حكومته وهو صديق للسعودية بل يجري تقديمه كصديق أول لها والمدعوين لو تمت دعوتهم منفردين لكانت طبيعية بإعتبارهم اصدقاء للسعودية أيضا لكن تكريس وجودهم كمؤسسة من هذا المستوى السعودي ليس مجرد إختصار لوقت الملك
رؤساء الحكومات السابقين هم مرشحون دائمون لرئاسة الحكومة وهم أصحاب بيان سياسي هو في العموم قوة ضغط في الراي العام المحيط برئيس الحكومة لصالح مزيد من التشدد في ممارسة صلاحياته التي لا تصطدم إلا برئيس الجمهورية والدعوة هنا لم تخل من الكلام عن الصلاحيات وإتفاق الطائف بما يمثله ذلك من تأكيد إنخراط السعودية عبر مؤسسة الرؤساء السابقين للحكومة للضغط على رئيس الحكومة الحالي ودفعه للتصادم مع رئيس الجمهورية رغم ما بدا في الظاهر من كون الزيارة تهدف لدعم موقف رئيس الحكومة وتتم بالتنسيق معه
عندما حدث ما حدث لرئيس الحكومة في السعودية كان العنوان هو نفسه ولم يكن هناك ما يقول ان ثمة أزمة في علاقة رئيس الحكومة بالسعودية وهو أصلا رغم ما جرى بقي يقول أن علاقته على أحسن ما يرام مع الرياض وحكامها ولذلك لايتوفع منه الحديث عن أزمة في هذه العلاقة لكن الواضح لا يحتاج إلى توضيح فالضغط تحت عنوان الفصل بين الدولة اللبنانية وحزب الله خرج به الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة من الرياض على شاشات التلفزة السعودية وهو ضغط على رئيس الحكومة يتناغم مع الحراك الأميركي الذي ترجمته العقوبات التي طالت نوابا لحزب الله تحت ذات العنوان
هذا يعني أن المؤسسة الجديدة تم تفعيلها وتزخيمها للقيام بما لم يقبل رئيس الحكومة أن يقوم به لتكون منبرا سياسيا مناهضا للتسوية الرئاسية وعندما تدق الساعة يمكن تحول هذه المؤسسة إلى منصة للمطالبة بإستقالة رئيس الحكومة تحت شعار الدفاع عن الطائف والصلاحيات