الإمارات والتموضع التدريجي
كتب ناصر قنديل
- في الأصل ترتبط الإمارات بإيران عبر شريان مصالح عميقة وتاريخ تشابك سكاني عريق سواء بحجم التداخل بين العائلات أو حجم المصالح والتجارة والأموال والشركات لكن ذلك لم يمنع عندما بدأ أن وجود إدارة الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض يحمل مشروعا لمحاصرة إيران ومواجهة حضورها الإقليمي من تحول الإمارات إلى رأس حربة سواء في العقوبات أو الحصار أو حرب اليمن
- خطوتان لافتتان في سلوك الإمارات مؤخرا تحملان بلا شك بصمات النقاشات الداخلية في مكونات القرار الإماراتي الذي يتشكل بصورة رئيسية من توازن عائلات حاكمة في ابو ظبي ودبي وإمتدادا إلى سائر الإمارات كلما بدا أن ازمة كبرى ستترتب على سياسة معينة لكن الخروج على الخطة الأميركية وعلى المرجعية السعودية ليسا خيارا آمنا في ذروة المواجهة إذا كان السلوك الإماراتي إنفرادا
- التموضع الإماراتي في حرب اليمن على حافة الإنسحاب وفي الإنفتاح على إيران بداعي تنسيق إجراءات حماية الملاحة بمثل ما يعبران عن نضج الأزمة الداخلية لخيار التصعيد ضد إيران والتورط في حرب اليمن يحملان بصمات تفاهم ضمني إماراتي سعوي وتغطية أميركية للتموضع الإماراتي لأن المشروع بكامله يحتضر والتموضع الإماراتي الجديد يشكل نقلة لإنفتاح على الخيارات التفاوضية بالأصالة عن الإمارات وبالوكالة عن الرياض وواشنطن .
2019-08-02 | عدد القراءات 20848