صباح الخير ... هنا دمشق من موسكو

إختبار الصباح لمواسم الثلج في الخريف لا يجد أفضل من موسكو فهناك عبق البرد بخار جارح ، والورد شمع الصباح المضيئ وقد تجمدت عروقه على قطرات ندى وتوشحت خدوده بألوان وشذى ، وهمهات من حول موقد نار و أحاديث عن مستقبل العالم لعاصمة عائدة إلى التاريخ بقوة الجغرافيا ، و التاريخ الذي تصنعه قوة المال والسلاح والإعلام لا يملك تغيير الجغرافيا مهما تمكن من معاندتها ، كما المال والسلاح والإعلام اضعف من مقاومة الإرادة الممهورة بتوقيع الشهداء ، فإذا إجتمعت الجغرافيا والإرادة هزم التاريخ وإنصاع ، أما إذا إستفرد بإحدى الإثنتين فقد حكم للأقوى بكتابته ، في موسكو هذا الصباح تجتمع جغرافيتنا وإرادتان لكتابة التاريخ فكيف لعزيمة صراخ لا تملك بذل الدماء ، من خلف المحيطات البعيدة ، بمال وسلاح وإعلام ، من خارج الجغرافيا والإرادة أن تكتب التاريخ عندما تجابه هاتين الجغرافيتين بالعزم والإصرار على عبور بوابة تاريخ العالم بجسارة ، روسيا وسوريا تقرران من قلب الجغرافيا الصانغة لتاريخ البشرية أنهما من دمشق وموسكو تصنعان للحرية مجدا ، وللشعوب أملا ، وأن الأصعب قد مضى ، واشنطن تتنتصت ، والصباح يغمر ورود موسكو بدفء المحادثات الوافدة من غرفة قريبة جلس فيها سيرجي لافروف ووليد المعلم وأمامهما إتفقيات عسكرية ونفطية و إستراتيجية ، وقال هنا يكتب التاريخ وليس على يد العثمانيين السلاجقة ولا الوهابيين بني سعود ، وإلتف إلى طهران فكانت السماء تثلج أيضا فرمى ياسمينة دمشقية في مشهد الثلج لتنبت هناك حبا و طيبا وعطرا ... صباح الخير ... هنا دمشق من موسكو

2014-11-28 | عدد القراءات 3124