ظن الرئيس التركي رجب أردوغان ان خياراته تبقى مفتوحه عندما يجبر على تجرع الكاس المرة في استانة وقبول الإعتراف بأنه عاجزعن إنهاء وضع جبهة النصرة وأن حل سوتشي قد تأخر كثيرا وأن على الجماعات المسلحة وفي طليعتها النصرة أن تتحمل تبعات قبول الإنسحاب وفقا لصيغة سوتشي أو تحمل تبعات رفضها
الخيارات المفتوحة في حسابات أردوغان هي السعي لمقايضة التغاضي عن الحسم العسكري السوري بدعم روسي مباشر في إدلب سيفتح له الباب لحصول على التغاضي المماثل لعملية عسكرية تمنحه بعض المكاسب المعنوية داخل تركيا وتكون منطقة شرق الفرات مسرحا لها
لم يقبل أردوغان العرض الأميركي لمفهوم المنطقة الآمنة بما لا يمنحه هذه المكاسب ويقتصر على إجراءات على القشرة الحدودية لا تصيب بنية الجامعات الكردية المسلحة التي يعتبرها خطرا على الأمن التركي ورهانه كان على تمكنه من القيام بهذه العملية والفوز بها لأن واشنطن لن تفتح النار عليه وموسكو ستكون معنية بالفوز مع سورية بحرب إدلب .
فرحة أردوغان لم تكتمل لأن الأميركي يعتبر مصير شرق الفرات رهن بمعركته لحماية أمن إسرائيل ومشروع المقايضة بالوجود الإيراني وليس لخدمة تطلعات أردوغان ولذلك فالحاجة للجماعات الكردية كغطاء للتواجد الأميركي تتفوق على إرضاء أردوغان ولما كات تصل لقمة أردوغان إلى فمه نطق وزير الدفاع الميركي مارك اسبر بالكلمة الفاصلة ، "سنمنع أي توغل تركي شرق الفرات" .