صباح لا لهاث فيه بل هدوء الخيارات

قال الصباح ما دمت انا سيدا من اسياد لعبة الزمن التي تديرها الشمس وينحني لها القمر مطيعا واظهر مع الليل مناوبان عليها وطالما أن مناوبتي الأزلية تسير مع الأجيال فللناس عي حق النصح بما تعلمته ، والناس مهما كانت همومهم واهتمامتهم فهي ضمنا شكل من اشكال القلق من ان يمضي العمر قبل ان يصيبوا اهدافا معينة رسمتها الحياة من سننها او رسمتها لهم ما راكمته الأجيال في رحلة بناء الحضار الإنسانية ، اول الاستحقاقات التي يفرضها الزمن في الاعمار البيولوجية للكائنات الحية نباتا وحيوانا وبشر في مقاومة الفناء الذي يمثله الموت كحتمية وقوع منتظرة هي التناسل فيصير الزواج و الانجاب امكانية بيولوجية لذكر وانثى وفقط عند البشر يتخطى الزواج من جيل الى جيل هم التناسل الذي تعرفه الحيوانات والنباتات كما يتخطى الجنس البعد الاحادي للغريزة فقد طور البشر حياتهم برفاه من جهة وثقافة من جهة ومشاعر من جهة فصار الزواج استحقاق عمري مفتوح ما بين زمني بدء الخصوبة الجسدية وانتهائها عند الانثى وبدء الطاقة الانتاجية وتلاشيها عند الرجل كمصدر الرفاه المرتقب للاسرة السعيدة و انتبه الصباح لزمن مضى كان الابناء والبنات عدة شغل الزراعة فصار الزواج المبكر هدفا اقتصاديا و انتهى ليبقى كمصدر اعباء واكلاف للتعليم والصحة والسكن لا يهابها قلة من الناس الذي يرثون اليسر بلا تعب ، أما العموم فتلزمهم أعمارهم ينفقونها للتمكن من اسباب الرفاه والمسؤولية ولما دخل العلم ونيل الشهادات على رسم خرائط الزمن للبشر صار التقليد ان يرتقي سن المهلة المفتوحة للزواج للفتاة ليبدأ مع التخرج الجامعي ودخول سوق العمل و تكوين القاعدة الرئيسية للمكانة الاجتماعية التي ستحدد القياس الاجتماعي للشريك ويبقى سقفه محكوما باستباق انتهاء زمن خصوبة الانثى و ان يكون للرجل من بدء مراكمة القدرة للمسؤولية بعد التخرج وسنوات من العمل تسمح بالتطلع للافضل بين الاناث و سقف يتيح معايشة الأولاد قبل بلوغ الشيخوخة ولما تطلع الصباح فوجد ان المهلة تضيق بين بدايتها ونهايتها للرجل والامراة حتى صارت سنوات قليلة بعدما كانت عشرات السنين ، عرف سر اللهاث في حياة البشر و اسباب ضياعهم في التمييز بين الحب والتطلع لاقتناء الافضل ثم الانصراف بسبب العجز والهمهمة على طريقة الثعالب هذا حصرم رايته في حلب وفهم لماذا قصص الحب الكبرى تموت بلا ان ترى النور واراد ان يصارح الناس بسر احساسهم بالكآبة فخشي غضبهم ان قال الحقيقة فانصرف للوورود و النحل يحدثها عن حال صنف من الكائنات ربط نفسه بنظريات عن الحياة وصار يشكو منها الالم داعيا لهم بالشفاء قائلا كنتم تقيمون للحب اله الجسد فصرتم تقيمون له اله المال والجاه فمتى ستقيمون له الهة الانسانية وتكتشفون الشريك الذي ان اردتم تاسيس شركة تجارية ترتضونه شريكا امينا وجادا وعارفا فجربوها ستجدون فيه حبا من نوع اخر يولد بعد الشراكة ولا يكون شرطا لقيامها وتجنون ارباحا نفسية لا خسائر فتزوجوا لانفسكم لا للناس لأن اغلب الذين تمتدح الناس زيجاتهم وتحسدهم فاشلون وحزانى ...قالها الصباح وهرب
 

2014-11-29 | عدد القراءات 2245