بعد مفاوضات استمرت لأسابيع مع الجهات الخاطفة، تم تحرير اسير لحزب الله مقابل إطلاق سراح أسيرين كانا لدى "حزب الله" من المسلحين ..
يقول المعنييين في حزب الله ان الاسير " عياد " الذي اصبح حرا كان بحوزة الجيش الحر و ليس جبهة النصرة في اشارة الى ان التفاوض كان مع الجيش الحر كجهة معلنة .
ليست المرة الاولى التي يفاوض حزب الله فيها لاسترجاع اسراه و ذلك بمعزل عن الدولة اللبنانية و بلحظة مفاجئة يعلن عن نجاح مساعيه و هذه استراتيجية لطالما اتبعها الحزب في ما يعود عليه باسترجاع اسراه عند اعدائه .
الذي جرى و بدون شك وضع الدولة امام احراج كبير و هي التي لم تستطع حتى الساعة الوصول الى باب الامل او مفتاح الحل لاخراج العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية التي مهما تعددت اسمائها فهي واحدة .
و بالرغم من كل هذا فان احراجا من نوع اخر يطغى على المشهد و ربما ياخذ طابع الرسائل المتبادلة اكثر مما هو صفقة تبادل اسرى
فالسؤال من فاوض من ؟
هل فاوض الجيش الحر حزب الله ؟؟
الم يكن حزب الله بالنسبة للجيش الحر اهم داعمي نظام الاسد الذي يجب محاربته واعدام عناصره فورا ؟
ثم اليس الجيش الحر هو نفسه الذي كان يعلن في معارك القصير الشهيرة عن ذبحه عناصر حزب الله في تلك المعارك و التي جرت في نيسان عام 2013 و تعتبر واحدة من الامثلة التي حفلت بها الحرب في سوريا خلال المواجهة بين حزب الله و المجموعات الارهابية على اختلاف اسمائها خصوصا انهم عناصر شيعية تدعم النظام العلوي في دمشق؟
عندما يقول حزب الله ان التبادل جرى مع الجيش الحر فهو يعرف جيدا كما يعرف كل من اضطلع على المشهد ان كل جماعة مسلحة كان ورائها دعم دول اقليمية حفلت التقارير الاستخبارية بمد الاصبع نحوها و ابرزها لدعم الجيش الحر : " تركيا "
حزب الله يعرف ايضا ان الجيش الحر لا يختلف عن النصرة و غير النصرة و هذا تفصيل بالنسبة له لان الجميع عنده سيان .
و عليه فان شيئا جديدا لا بد حصل و رسالة لا بد ان هناك من يريد ايصالها .
فهل اصبح اسرى حزب الله احد ابواب التفاوض معه و اعتراف بوجوده كقوة حقيقية في المشهد ؟ لماذا لم يذبح الحر هذه المرة اسرى حزب الله او اسيره ؟ من الذي دفع بالمشهد الى ما هو عليه اليوم و بالتالي ما هي الاهمية الحقيقية او القيمة الحقيقية للاسرى الذين كانوا مع حزب الله لكي يتفاوض الجيش الحر لاسترجاعهم ؟
هل كان الارهابيين لدى حزب الله بهذا الحجم و القيمة لكي يتنازل الجيش الحر عن ما هو بيديهي و يتراجع عن قتل كل من يقع بين يديه من داعم او مناصر لبشار الاسد فكيف الحال و الاسير مقاتل من حزب الله ؟
الاكيد ان شيء ما حصل و معروف ان ما تبقى من امل باحياء امال و حجز مكانة للجيش الحر ليس سوى اضغاث احلام مهما حاولت تركيا ذلك في اكثر من مناسبة ..
بالنسبة لحزب الله لا يهمه اذا كان الخاطفين جيشا حرا او جبهة نصرة او داعش او اسرائيل ..الاهم عنده انه لطالما استطاع فرض معادلته الخاصة و كشف اعتراف اعدائه فيه كابروا بانه قوة متمكنة تفرض شروطها و اجندتها ..
الجديد ليس عند حزب الله فهو لم يقدم جديدا
الجديد عند من اراد ارسال رسالة ممن يصبون في نفس خندق الحر و غير الحر من داعمين و اذا كان هناك من اشارة فهي بالتاكيد عجزا غير مسبوق يعصف بهذه المجموعات و داعميها فبعد ان تخلت جبهة النصرة عن طلب انسحاب حزب الله من القتال في سوريا ها هو الجيش الحر يفاوض حزب الله لاسترجاع اسراه و مفقوديه .
2014-11-29 | عدد القراءات 3252