تحدث ناصر قنديل رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية في برنامجه "الستون دقيقة " عن ثلاث محاور شمل فيها أهم المواضيع في المنطقة والعالم .....
وبدأ في المحور الأول :وهو الملف الإيراني انطلاقاً من الدور الذي يلعبه الملف بصورة مركزية في رسم الكثير من التطورات الأخرى على مساحة المنطقة والمكانة التي تحتلها إيران وحلفائها بصفتها الدولة الأكبر مساحة وعدد سكانها بالإضافة إلى قدرات اقتصادية وعسكرية عالية وقدرة بشرية....
فالعلاقة "الإيرانية ـ الأمريكية " أشار قنديل أننا لسنا أمام مفاوضات مددت بالطريقة التقليدية، والمؤشر الأول على ذلك هو الطريقة التي أجاب فيها الرئيس " أوباما " في المرة الماضية على المفاوضات الإيرانية على الأخذ بالاعتبار عدم فرض عقوبات ، فقد كان الأمريكيون والإيرانيون جادون بالمفاوضات ويسيرون بقوة وقدرة وجاءت العقوبات الأمريكية والأوروبية في ذروة المفاوضات ، فكان الجواب الأمريكي "دبلوماسياً"أنها عقوبات روتينية لابد من السير بها طالما لم نصل إلى الاتفاق الشامل ، أما هذه المرة تبدأ عملية التمديد مع تعهد" أمريكي "وبقرار " أوروبي " بعدم أنزال عقوبات جديدة خلال فترة المفاوضات ، وتمنى أوباما على الكونغرس عدم الذهاب على فرض عقوبات لأنه لن يوقعها وهذا دليل التزام .....
وهذا دليل جديد على أن إيران ليست بالوضع الذي كانت عليه بالتمديد السابق بالمفاوضات بل هي في إطار عملية روتينية للتمديد وتقنية تشمل بعض العناصر التفصيلية لكن لاتشمل العناصر التقنية المتصلة بعدد أجهزة الطرد ومواصفاتها , فهذا الشق التقني " يتيم " ، وهذا لايؤدي إلى الفشل في المفاوضات ....
فالاتفاق حكمي بعده لأنه أمر وضعت له معايير كيف سيحسب فيها لأعتماد النتيجة ‘ فالتمديد سياسي وهنا المؤشر الثاني ، أنه لم تكن تنتهي المفاوضات ويعلن " جون كيري " نهايتها حتى خرجت عن البيت الأبيض دعوة لحوار " سعودي ـ إيراني " ، بمعنى أن نتيجة التمديد هي فوراً الانخراط في المفاوضات بين الأطراف الإقليمية الفاعلة والأساسية ، بهدف حلحلة الخلافات الإقليمية بطريقة أن لا تبدو السعودية في موقع المهزومة بالتفاوض مع إيران إي عملية بطريقة " الهبوط الناعم " ....
مشيراً إلى أن كلام " كيري " يؤكد حديثه عن الأربعة أشهر الأولى من المفاوضات والمخصصة للشق السياسي ، ...
فالشق السياسي هو الشق المتصل بالحرب على " الارهاب " بمعنى كيف أن تكون إيران وأمريكا في حلف واحد ضد " داعش" والقاعدة ، وهي القوى العظمى والاولى في العالم التي تعتبر أن ولادة هذا الكيان الإرهابي وامتداده وخطر انتشاره ووصوله إلى السعودية بصورة محددة والتي تعتبر أنها متضررة من تحول " داعش " إلى كيان قادر على قيادة مجموعات إرهابية داخل الدول الغربية وإيصال وامداد هؤلاء الإرهابيين في أعمال التخريب ، وبلوغ العمق السعودي والتجذر فيه، والإمساك بثرواته والتغلغل داخل المؤسسات الأمنية وهذا خطر على أمريكا وهي معنية بمقاتلة هذا الخطر حتى لو كانت قادرة على التعايش مع حالة الداعش محاصر وتحت النار في دائرة مغلقة وله وظيفة واحدة هي استقطاب الإرهابيين من أوروبا واستراليا وكندا حتى يأتوا إلى هنا ويموتون فهذه وظيفة تحبها أمريكا ولكنها مشروطة بمنع الخطر الآخر وهو التحول إلى " قاعدة " تنقل التفجيرات إلى دول العالم وهي مصدر قلق حقيقي ، كيف وهي على أبواب السعودية التي تعتبر بيئة خصبة لهذا التنظيم ....
فأمريكا تعرف أنها لن تجد حليفاً في المنطقة يملك القدرة والإمكانيات والمصلحة إلا هذا الحلف الذي تمثل إيران القوة فيه وتعرف أيضاً أنه بدون...
أولاً : تهدئة الاشتباك بينها وبين إيران لن يكون متاحاً خلق مناخ التركيز على الإرهاب ، والتهدئة تخلق مناخ لتحالف الحلفاء في العراق ولبنان مع وضوح أن تركيا وإسرائيل والسعودية أعجز من أن تمتلك القدرة على محاربة هذا الإرهاب ، فهذا هو المعنى السياسي وله مندرجات وهي تسوية والتشبيك اللازم لتخميد أجواء التوتر التي تصاعدت إلى الذروة خلال سنوات الحرب على سورية بالتعاون مع القاعدة والنصرة وكل أجنتها وهذا المؤشر الثاني بحديث أوباما عن الحوار " السعودي ـ الإيراني " .....
والمؤشر الثالث تابع قنديل هو المبادرة الفورية لتحويل الأرصدة المجمدة لإيران فلا يمكن للأمر أن يكون نوع من الأناقة إلا عندما يكون الأمر هو اتفاق والتزام على كل من الطرفيين .......
وأضاف أننا أمام هذه المؤشرات نستطيع القول أننا في مناخ ودي وإيجابي وليس تصادمياً رغم كل الكلام الذي يمكن أن نسمعه هنا وهناك فهو لايوضع جدياً قيد الاعتبار ....
مضيقاً إننا نستطيع القول أننا ذاهبون إلى مرحلة سنرى فيها كل يوم إشارة إيجابية للعلاقة"الإيرانية ـ الغربية "وسنسمع كلاماً سياسياً له علاقة بالمزايدات الداخلية الأمريكية ، وكلاماً إسرائيلياً وربما سعودياً من " ولاة " التطرف ، ولكن كلامنا عن منحى سياسي جعل دولة مثل بريطانيا كانت أحد عناوين التصعيد تتحول إلى " قوة ناعمة " ......
منوهاً أن الكلام عن فتح السفارات أصبح جدياً في إيران في قلب مرحلة التفاوض وليس بعد انتهاءها ، فنحن سنشهد خلال الشهور السبعة القادمة إغلاقا لكثير من الملفات المفتوحة التصادمية والخلافية، وسنشهد مبادرة من " مسقط " حول اليمن ، وحوار " لبناني ـ لبناني " ، وتحسين في الوضع العراقي ويمكن فيه اعتماد فكرة الحرس الوطني والعشائر كنوع من التعبير عن الإيجابية الإيرانية عبر حلفائها في العراق نحو السعودية وحلفائها في العراق أيضاً ، وبالتالي وضع هذه الملفات سيكون نحو صيغة جديدة ....
لافتاً إلى أن هناك انكفاء سعودي في ظل تقدم الجيش العربي السوري في مناطق وأرياف متعددة ، فزيارة سعود الفيصل إلى موسكو واضح أنها لم تكن متصلة بأوهام سابقة كالتحريض على سورية ، الآن بدأ السعوديون يدركون بواقعية إنهم لايملكون شيئاً وأن الأمريكي أخذ خياره وذهب ، لذلك كان تواجد السعودي في " موسكو " لإعادة ربط الصيغة مع موسكو وترطيب الأجواء وتصحيح المسارات مع روسيا ...
فهناك استدارة سعودية تبدو ملامحها قد بدأت سواء بمؤشر حركة " الحريري " نحو الحوار ، أو بمؤشر الصمت السعودي نحو سورية
وبالتلخيص قال قنديل : أن هناك تفاهم " إيراني ـ أميركي " سيكون له مندرجات إقليمية ، وهذا أبرز مؤشر بالإعلان عن اتفاق ، والبعد التقني سيكون مرضياً بين الطرفين ، وهذا يعني أن المنطقة ذاهبة إلى انفراجات ، وإلى حلحلة في الملفات العالقة في سورية والعراق واليمن ، وسنشهد حركية سياسية تطفو على السطح يكون تتويجها لقاء " سعودي ـ إيراني " من المتوقع أن يكون بين كانون الثاني وشباط القادم ، وفي الربيع سنكون على موعد إسدال التسويات الإقليمية التي تسمح بالاقتراب " الغربي ـ الإيراني " نحو التظهير لمضمون الاتفاق في تموز .....
أما في المحور الثاني والذي عنوانه : ماذا يجري في موسكو وسورية إلى أين ؟
تابع معتقداً أن زيارة وزير الخارجية " وليد المعلم " إلى موسكو تختلف عما قبلها من الزيارات السابقة ، سواء عن زيارة عام /2008/م التي مهدت بتوقيع الاتفاقية العسكرية الشهيرة بتسليم سورية صواريخ / أس أس 300/ وألكسندر / A 1/ وصواريخ /الياخونت / والتي لم تسلم بعد زيارة " شارون " إلى روسيا والضغط الذي مارسته إسرائيل حينها لثني موسكو عن تقديم هذا والاستجابة الروسية ،
فهذه ليست زيارة أقناع لتزويد سورية بالقوة العسكرية في مواجهة خطر حرب ...
وهذه الزيارة ليست كزيارة عام /2011/م التي كانت للتوضيح لموسكو بان المسألة ليست مسألة أزمة ولا ثورة شعب ولا مطالبة بالديمقراطية والحقوق والتي كان الروس إلى حد كبير يظنونه حقيقياً ، وقد بعثوا بالنصائح إلى الحكم في سورية آنذاك ، ليتم بعده التوضيح من الدولة السورية لأن هناك حلف يريد تغير موقع سورية ومواقفها وأن هناك تمويل وتسليح يتم عبر الحدود وأن هناك غرف عمليات دولية وإقليمية كبرى ، وان على سورية أن تواجه ، فإذا سقطت سورية فإن موسكو وطهران ستدفع أثمان بالغة ...
وأضاف أنها ليست كزيارة عام /2012/ م والتي كانت فيها موسكو خائفة وقلقة من أن تسقط سورية وخصوصاً بعد اغتيال " الضباط الأربعة الكبار" وسيطرة المسلحين على مناطق قريبة من دمشق وعلى أرياف مهمة في باقي المحافظات تستدعي مبادرة سورية لتقديم تنازلات كبيرة وجوهرية ، ليكون بعدها تأكيد من الدولة السورية بأنها قوية وأنها لم تستعمل بعد إلا جزء يسير من إمكانياتها العسكرية وتقدم الوقائع والإثباتات مع الاستعداد لتقديم حلول سياسية مثل "جنييف "
ولاهي كزيارة عام /2013/م لإنضاج مبادرة سياسية تمتص اندفاع الأمريكي مع مجيء الأساطيل من خلال ماعرفناه باسم "مبادرة السلاح الكيماوي السوري " التي أنضجها كل من رئيس "بوتين ـ والرئيس الأسد " ...
مؤكدا أن هذه الزيارة مختلفة لجهة تبيان معالم هزيمة المشروع وهزيمة الحرب ، فلم يعد للحرب على سورية أوراق " احتياطية " قابلة للاستعمال ، فالحديث عن " معارضة معتدلة " قد تبخر ، لنستعيد كلام " أوباما " عنها بأنها مجرد " فنتازيا " أستنزافية بغطاء كلف الكثير .....
لكن بالمقابل أشار قنديل إلى ولادة الكيانات التي تشكل الخصم المشترك لسورية ولأمريكا ولروسيا وهو الإرهاب ..
وبالتالي تغير المشهد كلياً فحلفاء أمريكا لإسقاط الدولة السورية لايملكون خطة لمنحها للأمريكي واعترافاً بالفشل وبالصمود السوري ، ولعدم وجود بدائل والاعتراف بالتمويل والتسليح كما اتهمهم " بايدن" بعدم القدرة على التحكم بهذه المجموعات الإرهابية بعد استقدامها وأن الأسد " باقً " ...
وأن قدرة حلفاء أمريكا على الحرب معدومة ، فالعملية الردعية لحزب الله لم تستطع إسرائيل قراءة كل رسائلها حتى الآن ، وهذا العامل الأول ...........
أما العامل الثاني أكد قنديل أنه هو التفاهم "لإيراني ـ الغربي " ، فهناك تقدم في المناخ الإيراني الغربي وتقدم في المناخ العام حول الحرب على سورية لجهة التسليم أن الحرب على الإرهاب أصبح ضرورة أكبر وهو الألوية بحسب قول " ديمبسي " عندما طرح أرد وغان فكرة المنطقة العازلة وشرحه لتكاليف حرب على سورية والتي يمكن أن تتطور إلى حدود لايمكن السيطرة عليها ، فسورية مرتاحة في وضعها والحملة عليها تنكفئ ، وأن الدولة السورية برئاسة الرئيس الأسد هي ركن رئيسي في الحرب على الإرهاب وفي مستقبل هذا الشرق الأوسط الجديد وأن إيران تنخرط في تفاهمات إيجابية تتقدم خطاه نحو الغرب ، وأن ملف جزيرة " القرم " ومحاولة عزل روسيا عن ميزاتها أصبح في " أوكرانيا " والحل هو التسليم والتسوية ، والباقي هو أمرين :
أولهم أن الرئيس "بوتين"مصمم على عدم التطبيع مع الأمريكي طالما العقوبات على روسيا قائمة ومربوطة بالتفاهم حول أوكرانيا ، وأن الروسي يرفض أن تتخذ أمريكا موقع القاضي والحاكم في السياسة الدولية . ورفض "بوتين" لقمة روسية أمريكية في اليابان وقمة العشرين هو تصعيد روسي في ظل العقوبات الغربية رغم الخسارة الاقتصادية الروسية ...
مع هذا العامل فالأمريكي يريد مع روسيا إدارة سلة التفاهمات منها مبادرة "دي ميستورا" التي رحبت فيها الدولة السورية بمقابل فتح النار على هذه المبادرة من قبل المعارضة ، وان أمريكا تدعم مبادرة
"دي ميستورا"وهذا يوضح أن الطريقة التي يتم فيها تعامل مع الملف الإيراني والسوري هوا خراج روسي ، فلا يمكن التصور إن روسيا التي هي الشريك الكامل في الملف الإيراني والسوري والغربي عموماً يوجد بينها أو بين أمريكا إشكالاً كبيراً : بالتأكيد لا ......
ولكن هناك ربط نزاع يستعمله أمريكا ببلورة الملفات الإيرانية والسورية في ظل عدم وجود خطة أمريكية لإقصاء الرئيس الأسد ...
فالروسي يدير مع الأمريكي حلولاً وسطية في الملفات السورية ، لذلك تأتي زيارة المعلم في المناخات الذاهبة إلى الاسترخاء ، فروسيا تطلع إلى خريطة جديدة للعالم في قلب هذه الحالة من الاطمئنان والثقة في مستقبل سير الأمور يوجد تنسيق لترتيب المبادرة الأممية والتفكير بالمستقبل البعيد مؤكداً أن هذه الزيارة تأتي بالتنسيق بين الضفتين السورية والروسية من موقع كيف نرتب أطروحة سياسية راهنة وموقع كيف نستعد للبعيد .....
فبالترتيب للأطروحة سيتم تبني المبادرة التي خضعت للتعديل من قبل الرئيس الأسد وأصبحت صالحة بالوجه الأمني على اعتبار أن الجيش مقدس ومكافحة الإرهاب أولوية وبالوجه السياسي من قلب الدستور عن طريق الانتخابات البرلمانية القادمة عام / 2016/ م ، وأما بالحل البعيد فمن الطبيعي أن تبحث روسيا عن شراكة عسكرية في منطقة مثل " الشرق الأوسط " وبالطبع لن تجد جيش مثل " الجيش العربي السوري " الذي رفع رأس السلاح الروسي عالياً على مستوى العالم ، فالاسترتيجية العسكرية ستبحث حتماً لتكون سورية دولة عالمية بهذه الشراكة بينها وبين روسيا ، فهذه " السورية " العسكرية هي شريك " روسيا " العالمية في العين البعيدة ، وشريك اقتصادي لما بعد الحرب ، فالعلاقة السورية الإيرانية أكد قنديل لاتستطيع أن ترقى إلى مستوى العلاقة السورية الروسية التاريخية فنحن أمام شراكة لها روح وليس فقط لغة"الأرقام الباردة "، لذلك تأتي هذه الزيارة لوضع الأرضية التكتيكية التي اسمها الحرب على الإرهاب ، وبالبعيد الشريكان المتكاملان لإستراتيجية عسكرية واقتصادية .....
وفي سياق المتصل قال قنديل بأن أردوغان أبلغ قادة " الائتلاف " بأنهم إذا لم يكن لديهم خطة بديلة فليتراجعوا وأشار إلى الاستعدادات لفتح السفارة في سورية وإيران في مطلع العام القادم ، وان " هاني البحرة " أبلغ أركان الأئتلاف بعدم مهاجمة " معاذ الخطيب " لأن المتغير القادم مازال مبهماً لايمكن التكهن به ، مؤكدا إن هذه سورية التي تشكل حقيقة الانتصار ...
أما المحور الثالث أشار انه على خلفية العلاقات الإيرانية الغربية ومايجري في سورية والتطورات العسكرية الحاصلة على الأراضي السورية والاستعداد الذي بات إلزاميا على جماعات التمركز في "القلمون " من أجل الخروج وانحصار " الثلج " الذي بدا يقطع الطرق ويقطع الأوصال والتربص الذي تقوم به القوات السورية واللبنانية مع عناصر المقاومة في هذا المناخ " لبنان "يتوقع المفاجآت في ظل توتر السياسي الداخلي والفراغ الرئاسي والعجز عن انجاز انتخابات نيابية والتمديد للمجلس النيابي ، فالمسالة اللبنانية باتت مرتبطة بالتطورات الحاصلة في المنطقة ..
فبقلب المناخ الإقليمي والعالمي ، والتسليم الذي قاعدته الدور الجديد لموسكو وربط هذا الدور بالمساعدة لحل الملفات الإقليمية العالقة ، جاء " بوغدانوف "إلى لبنان للمساعدة ، وكان الرئيس " بري " يدعو على حوار منذ 6 أشهر ، وذهاب " جنبلاط إلى موسكو عدة مرات من أجل إقناع " سعد الحريري " بأهمية هذا الحوار فقط ؟
فسماحة السيد " نصر الله " خرج في عدة مرات يقول " نحن مختلفون " لكن لن ننسحب من سورية ولن نلقي سلاحنا وهذا نحن ، ...
وبالمقابل مناخ الابتعاد يترك الفرص من أجل توتر مذهبي وتعبئة تحريضية من أجل أن تدخل الأفكار التحريضية في البيئة الحاضنة لتيار المستقبل وتحوله إلى بيئة حاضنة للتطرف ، فمن هو " شادي مولوي " و " أبو بكر الميقاتي " ممثل داعش وقائدها في الشمال وماهي اعترافاته ؟؟
وبالتالي حتى الحوار لمجرد الحوار لم يكن قادر عليه " سعد الحريري" ليس لأنه لايرغب به ، بل لقناعته بأن لبنان على أبواب حرب وتخندق طائفي ، لذلك ذهب حزب الله والتيار الوطني وحركة أمل إلى إعطاء الثقة لـ " تمام سلام " بدون تفاهم سياسي والدليل أنه بعد 10 أشهر من تكليفه لم ينتج اتفاق سياسي ولم تتشكل الحكومة وفي فترة تولي " سلام " كنا نسمع من " سعد الحريري" ومعلميهن بان لاتفاهم مع حزب الله أن لم يخرج من سورية ، وهذا للضغط على مجريات المعركة في سورية والعودة إلى ماكانت عليه قبل " معركة القصير " ، فالبوصول إلى طريق مسدود وعدم قدرة الأمريكي على تغير المعادلات مع سورية وإيران وثبات المقاومة إلى جانب الدولة السورية ، فالتسليم أمريكيا وليس حريرياً وسعودياً ، وأنجزت الحكومة وأصبحت العلاقة مع " عون " تسبق العلاقة مع حزب الله
فهل الحوار مع العماد "عون " مسموحاً ومع حزب الله ممنوعاً ؟
نعم ...لأن السعودي هكذا يريد ، وأن الذي تغير هو أن الأمريكي يريد حوار وتبريد للمناخات حتى يستعمله مستقبلاً لإنتاج رئيس ، فالهم الأمريكي هو وجود مناخ يسمح للقوى القادرة على تشكيل عامود فقري في الحرب على الإرهاب وحرة من بيئتها المباشرة التي كان "المستقبل " سبباً في مشاكلها ، فلايوجد غير حزب الله الذي يمكن الاعتماد عليه في ظل دولة يرتاح لها وهذا يعني رئيس ، مضيفاً أن الخطوة الأولى هي الحوار ..
خاتماً أنه سوف يدار حوارفي لبنان وفي وقت قريب لكن دون نتيجة ، متوجهاً بالشكر لكل مشاهديه بمناسبة بلوغه56عام متمنياً التوفيق للجميع.
تحرير:فاديا علي مطر
2014-11-29 | عدد القراءات 4260