– النظرة الهادئة لمسار الأحداث منذ العام 2000 أي خلال العقدين اللذين أعقبا عقداً مليئاً بالانتصارات الأميركية في أوروبا تأسيساً على انهيار الاتحاد السوفياتي وتمدّد حلف الناتو في أوروبا الشرقية التي تحولت إلى مدى سياسي واقتصادي وجيواستراتيجي ضمن الاتحاد الأوروبي عنوانه النفوذ الأميركي المعلن وغير المعلن تقول إن عام 2000 نقطة انطلاق لمسار معاكس لا يزال يكبر وينمو.
– بدأت نهضة روسيا مع وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى الحكم في هذا العام ومثلها بدأت رحلة تركيا في البحث عن الذات، والهجمة الأميركية من بوابة أحداث 11 أيلول 2001 وما تلاها من حربين كبيرتين في العراق وأفغانستان، فيما إيران نجحت بتخطي آثار حربها مع العراق وبدأت مسيرة الصعود التقني والاقتصادي والدفاعي، وبالتوازي كانت الصين تبدأ رحلة العولمة مرتكزة لتراكم اقتصادي ومالي هائل.
– شكل انتصار المقاومة بتحرير جنوب لبنان إعلان عجز القوة المتقدمة للمشروع الأميركي في المنطقة التي تتمثل بكيان الاحتلال عن فرض مهابته وقوة ردعه وقدرته على الهيمنة، وجاء التواجد الأميركي المباشر ليفاقم المشكلة بدلاً من حلها، وشكل التكامل الأميركي الإسرائيلي في حروب لبنان وغزة تراكماً للفشل على الفشل وجاءت حروب الربيع العربي مدخلاً لتموضع روسي إيراني جديد ولتعاظم قوة المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق.
– ما تفعله واشنطن وتل أبيب ومعهما بعض حكومات الخليج هو اعتراض يائس لسياق تاريخي أثبت حضوره وعنوانه صعود آسيا وتكامل مقدراتها وأهليتها للاستقلال وإقامة توزان دولي جديد بدأ يستقطب تركيا وأوروبا إلى مواقع جديدة لا يحكمها المركز الأميركي كما في المنطقة توازن جديد لا يستطيع تلبية متطلبات السطوة الإسرائيلية رغم تطبيع مقزّز ووقح لعدد من حكومات الخليج.
– السياق التاريخي يتقدّم ولا تنفع فيه حروب الإنكار، كما قال سقوط الطائرة الأميركية في هرمز وكما قالت عملية المقاومة في أفيفيم.
ناصر قنديل
2019-09-06 | عدد القراءات 2073