-حجم التصعيد الذي شهدته المنطقة خلال شهرين يكفي لإشعال حروب بدلاً من حرب واحدة في ظل حجم التناقضات التي تحكم العلاقة بين أطراف المواجهة في محورين تقود واشنطن أحدهما وتقود طهران الآخر، وفي ظل الطبيعة المصيرية لقضايا النزاع التي يصعب حلها بالتسويات.
-الواضح منذ إسقاط إيران للطائرة الأميركية وما تلاها من عملية نوعية رادعة للمقاومة في لبنان نحو مستعمرة أفيفيم وصولاً لعملية أرامكو المزلزلة التي نفذها أنصار الله ووجهت الرياض وواشنطن الاتهامات لإيران بتنفيذها أن طرفاً يتلقى الضربات ويتفادى الردّ. وهذا بالنسبة للرياض وتل أبيب بلا أعذار بعد التبجح بالقدرة على شن الحروب والتمهيد الإعلامي لقرار أميركي بالحرب ثبت أنه غير موجود كما ثبت أن الرهان عليه هو ما تربط به السعودية وكيان الاحتلال مصيرهما به.
– معادلة واشنطن تبدو قائمة على ثنائيّة قوامها أنها قامت بتلبية كل طلبات الرياض وتل أبيب وعليهما إثبات أهليّتهما في الميدان بوجه إيران وقوى المقاومة بالنيابة عن واشنطن التي انسحبت من الاتفاق النووي وذهبت إلى أقصى العقوبات ضد إيران وقدمت لـ»إسرائيل» كل الجوائز التي كانت تتمناها يوماً، ولكنها لن تتورط في حرب وتستطيع الاختيار بين انتظار مفاعيل العقوبات إن كانت الرياض وتل أبيب قادرتين على تحمل الضربات والصفعات، وبين تخفيف حمل الضربات عنهما بتسوية مع إيران بالتغاضي لن ترضيهما تحصل فيها إيران على تسهيلات مالية أوروبيّة تشترطها للتراجع مع حلفائها عن التصعيد.
-لا حرب هي الخلاصة، وهذا يعني أن زمام المبادرة سيبقى بيد محور المقاومة حتى ترضخ تل أبيب والرياض لمعادلة القبول بخسارة معقولة بنتيجة تسوية أميركية إيرانية على حسابهما عندما تشعران أن كلفة التصعيد ضدهما صارت أكبر من كلفة هذه التسوية التي قام الرئيس الأميركي السابق بوضع حجر الأساس لها فأقاموا عليه القيامة ولم يقعدوها.
ناصر قنديل
2019-09-20 | عدد القراءات 2162