اميريكا و ايران تتساعدان في حفظ ادوارحلفائهما بالمنطقة - روزانا رمّال

يتوجه صانعوا السياسة  الدولية الى  الشرق الاوسط و تحديدا  الى تركيا في ازمان و مواعيد زيارات  متقاربة جدا و ذلك في  كل من الاسبوع الماضي و المقبل بوتيرة ملفتة و كأن   العين و العدسات و الشاشت على انقرة  فلماذا انقرة ؟

يوم الاثنين في واحد كانون الثاني يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى انقرة و هو الذي كان قد سبقه اليها جو بايدن نائب الرئيس الاميريكي  في زيارة قيل فيها تمهيدا لطرح  معادلة جديدة من الاميريكيين على تركيا يتبعهم الروسس وصولا الى الايرانيين الذي وجهوا دعوة رسميا لاردوغان لزيارة طهران عير نظيره روحاني

فما هي هذه المعادلة و لماذا تركيا ..

بعد كل ما عصف بسوريا منذ اليوم الاول للازمة فيها لم تتواني الحكومة التركية يوما عن تسليط الضوء على عدائها مع الاسد و عن نواياها الى اسقاطه فاحتضنت كل من لجأ اليها حتى انشاء المعارضة او ما عرف بالائئتلاف السوري في اسنطنبول و من ثم عززت تركيا من موقفها الذي لم تهادن فيه منذ سنوات و شرعت بدعم من انشق عن الجيش السوري مضيفة عليهم جماعات ارهابية مسلحة توزعت بين الجيش الحر و النصرة وصولا الى داعش و مع هذا في لم تتردد يوما بالاعتراف بدعمها اياهم لاسقاط الاسد و قلب المعادلة

لم تتوفق تركيا باكثر مما توقعت و قد خاب اكلها بمرحلة من المراحل الى ان اصبحت اصابع الاتهام عليها واضحة كمعرقل للتوصل لاي حل سياسي في سوريا و الاكثر حرجا كان رفضها الدخول في الحلف الدولي لمحاربة داعش ما اضطر جو بايدن ان يقول في جامعة هارفردكلامه الشهير الذي ادان فيه حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط الذين دعموا الارهاب و لا يمكن لها بالتالي ان تبقى اخر المنضمين فاي ناد لا يفيد و قد ينعكس سلبا على امنها و اقتصادها و كل مفاصل القوة فيها .

اما اليوم و بعد كل ما تغير و تبدل في العلاقات الاميريكية الايرانية  و الايجابية التي تتجه الامور نحوها في الملف النووي الايراني يبدو ان كل من الاميريكي و الايراني يود تامين مخرج امن لحلفائهما  فبعد استقالة وزير الدفاع الاميريكي تشاك هاغل قالت صحيفة نيويورك تايمز الاميريكية انه و في لحظة اعتراض بعض الوزراء في الادارة الاميريكية على اوباما بسبب ارساله رسالة لخامنئي وذكره فيها انه يريد طمأنته  ان الاسد سيبقى في المعادلة القادمة  بانه بالسبة  لحلفاء ايران   فقد اصبح يهمنا ان لا نشعرها بالقلق نحوهم او نحو مصيرهم جاءت استقالة هاغل كجمهوري غير مستعد للتاقلم مع الوضع الجديد مقبولة من اوباما الديمقراطي.

لم ينتهي المشهد هنا فيبدو ان ايران ايضا تود تطمين الاميريكيين على وضع حلفائهم و معها روسيا ايضا و ها هي ايران  ترسل دعوة رسمية لاردوغان لزيارتها هذا بعد ان يكون بوتين قد انجز زيارته فيها و قدم العرض و سمع الجواب .

هذه المرة يرتب حلفاء الاسد اوضاع الحلف المقابل في المعادلة الجديدة فالسعودية و بخصوص الازمة السورية و موقفها من الاسد تحديدا لم تجدد مواقفها العنيفة نحوه منذ زمن بعيد و بالتالي فانها اول المنضمين الى  ورقة اصدقاء سوريا الجدد الذين سينبثق عنهم التسوية السياسية في سوريا و عليه لا يمكن لتركيا اردوغان ان تراهن بعد اليوم باي موقف اميريكي يتغير نحو الاسد و هي ان رفضت الانضمام الى دول الحل او مجموعة اصدقاء سوريا الجدد و هذا مستبعد فهي تعزل نفسها عن تسورية الشرق الاوسط و تتخذ لنفسها موقفا لا يمكن لاحد اخراجها منه و هو الحليف الاول للارهاب و داعش و بالتالي فان الحراك نحو تركيا لا شك سيثبت في الايام المقبلة انه ترجمة حقيقية  لعرض شراكة على تركيا في مجموعة جديدة تسمّى "أصدقاء الحلّ في سورية"

اعلان افتتاح المرحلة السياسية الجديدة في المنطقة اقترب كثيرا و ها هي اميريكا و ايران تتساعدان في حفظ  ادوارحلفائهما بالمنطقة .

 

 

 

 

2014-11-30 | عدد القراءات 2053