لبنان ودع صباحه ..اكتمل النصاب و اجتمع الاحباب و الاصحاب من فنانين و سياسيين و اقارب لوداع جسد الفنانة القديرة" صباح" الراحل محتفظين بما تركته روحها من فيئ يتظللون به و من ارث تاريخي يبقى وحده ما تبقى للبنان فيتغنى به فهو الذي منذ عقود يعيش على التغني بامجاد رحلت او اشخاص غابوا و لم يستطع ان يحظى بمثلهم .
اكتمل النصاب و لبنان لم يكتمل نصابه اجتمعوا لوداع صباح و لبنان الجمهورية "البلا رئيس" التي على ما يبدو تنتظر العالم كل العالم لكي يعيد لها روح الجمهورية ..
لبنان ودع صباحه بلا رئيس للجمهورية ..لم يمثل احد الرئيس و لم يحمل لها احد اكليلا من الزهر باسمه ..
ليست صباح وحدها من رحل فقد رحل من اجل هذا البلد رؤساء و رجالات قبلها و سيرحل بعدها الكثير بالتاكيد ..كل شيئ يذهب و لا يتغير شيء سوى لائحة الخسائر ..
رحلت رجالات حفرت اسم لبنان و نقشت جذوره على جسد متعب منهك من سوء المعاملة و التجاوزات ..
لا دستور و لا استحقاقات و ولا شراكة وطنية ولا قانون اما جديد اليوم امل بلقاء بين اللبنانيين يجمع فريقين بارزين على الساحة اللبناني و هما تيار المستقبل و حزب الله فهل يشرق صباح لبنان مجددا من خلال هذه المساعي ؟ مساعي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كبير رجالات هذا البلد ؟
ام ان الصباح بات ممنوعا و بات له ظروفا و شروطا و جغرافيا اخرى غيرت مسار دورانه الى غير رجعة ؟
بين الصباحات و الامال و اللقائات و اجواء التفاؤل يبقى السؤال على ابواب السنة الجديدة و على ابواب شهر السنة الحالية الاخير كيف ستغيب شمس السنة الحالية على وقع ارهاب انتشر في الشرق الاوسط... في ظل مساعي تسوية تلوح في الافق مهدت لها العلاقة الاميريكية الايرانية الجديدة مهما كانت او سميت او قيل فيها ..
هل سيشرق صباح السنة الجديدة مع تنفيذ اول ورقة من اجندة مكافح الارهاب تتكاتف فيها الدول و تتوحد على الارهاب لا على تعويم بعضها اكثر ؟
هل سيشرق صباح السنة الجديدة مع حل سياسي لسوريا يضمن امنها و سلامة ابنائها و يعرف لشعب السوري اخيرا معنى الامان مجددا؟
بالتاكيد فان صباحات سوريا تشرق فقط بايدي ابنائها و هي ذات الايدي التي قاتلت الارهاب على ارضها و ها هي يد جنودها الممدودة اليوم وحدها من استطاع استجلاب الحلول السياسية دون سواها ..هذا بالتاكيد اليوم هو قانون الصباح السوري الوحيد ..
حلول ديمستورا و فيينا و انتخاب رئيس للبنان و عودة الامان الى سوريا و حل الدولة الفلسطينية و عودة الامان الى سيناء مصر و حياة سياسية سليمة تونسو استرجاع اراضي العراق المسلوبة من الارهاب و غيرها .. امال و صباحات افتقدها العالم العربي فهل تشرق صباحات منطقةبرمتها تعبت من الظلام و الدماء على ابواب العام الجديد؟
صباح رحلت و بنت ارثا لا يستهان به من سيرة حياة و فن و موقف ..
الكل يرحل..و راحل لكن الاوطان تبقى و صباحاتنا نعرف انها باقية فهي صباحات لا تغيب و شمس لا ترحل صباحات تعبق بمقاومة و شعب و جيش و قضية ..
وداعا ..صباح
وداعا ايتها الراحلة من منطقة كنت وحدك صباحها ...
2014-11-30 | عدد القراءات 2085