عندما شن السعوديون غاراتهم التي ترتبت عليها مجازر مؤلمة في الضالع وعمران كانت القيادة اليمنية أمام معادلة تعني إطاحة المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس السياسي اليمني مهدي المشاط ضمن تشاور مع المبعوث الأممي تحت عنوان تحييد العمق اليمني والعمق السعودي عن النيران بطلب سعودي يتيح التوصل لتهدئة تترجم بالبدء بفتح مطار صنعاء
أرسل اليمنيون رسالتهم القوية بإعتبار المبادرة سحبت من التداول وأعلنوا بطرق متعددة أن ضربة مشابهة لهجوم آرامكو الذي لم يصب أي مدني بأذى لكنه هز العالم وإقتصاده وأمنه كما إقتصاد الخليج وأمنه ، وأن الإمارات ربما تكون هي مسرح هذه العملية الجديدة النوعية
جاءت المبادرة السعودية التي تدعو لوقف إطلاق النار ضمن مناطق يمنية وتستثني مناطق أخرى لتقول لليمنيين أن الرياض تريد تخفيض سقف التصعيد وتنظر لمجازرها في اليمن كرد لا يمكن تفاديه بعد ضربة أرامكو ولكنها لا تزال غير مدركة لحجم خطورة ما ستتعرض له إذا بقيت تقيم حساباتها على العنجهية التي أظهرتها المجازر والمبادرة السعودية معا
كان أمام القيادة اليمنية أحد خيارين ، أن تمضي بمنح فرص المبادرة عبر التفاوض الأممي بوجه المبادرة السعودية المرفوضة ، أو أن تضع ردها النوعي على الطاولة وتعلن سحب مبادرتها ، لكنها لم تفعل هذه ولا تلك ، بل إبتكرت خيارا ثالثا تمثل بإبقاء المبادرة فوق الطاولة وإلحاقها برد عسكري نوعي على المجازر السعودية يوضح حجم ما يجهله السعوديون عما ينتظرهم إذا سقطت المبادرة
القيادة اليمنية التي تبهر العالم بحجم مقدراتها العسكرية من عملية إلى اخرى ، وتنجز ما تعجز عنه جيوش كبرى ، تظهر في الإدارة السياسية والتفاوضية قدرات ومهارات تكتيية يمكن وصفها بالإبداع الإستراتيجي ، والقول بثقة أنها تضع اليمن وقادته بمصاف أداء دول كبرى