ـ ربما يكون الكثيرون قد فوجئوا بما كشف عنه الجنرال قاسم سليماني حول وجوده إلى جانب المقاومة وقادتها خلال حرب تموز 2006، وهو الأمر الذي يشكل نمطاً شخصياً لدى سليماني في فهم دوره القيادي في محور المقاومة عرفه السوريون واليمنيون عن قرب في أشدّ المعارك ضراوة ومخاطر.
ـ الأهمّ في ما قاله سليماني كان كشفه عن درجة ثقة الإمام الخامنئي بقيادة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمكانة التي يحتلها السيد في وجدان الخامنئي وتفكيره ورؤاه الى حدّ معاملته كإشارة إلهية لنصر سيأتي على يدي السيد نصرالله، وهذه الثقة مشفوعة بثقة بالنصر الذي كان يقين الخامنئي بأنه آتٍ رغم الصورة الداكنة التي كانت تقدّمها الأحداث الجارية.
ـ ثقة ثانية كشف عنها سليماني لدى الخامنئي قوامها أنّ حرباً إسرائيلية كانت خلف الأبواب أجبرتها عملية الأسر على البدء بلا عنصر مباغتة وبلا اكتمال العدة مفسّراً قرار الحرب المتخذ في جيش الاحتلال بالسعي لتغيير وضع المنطقة بتوظيف لحظة الحشود الأميركية الضخمة في العراق وأفغانتسان وتأثيراتها إذا فازت إسرائيل بالحرب على كلّ من سورية وإيران.
ـ مع الثقتين استنتاجات تتصل بقدرات المقاومة وعزيمة إيران وخياراتها، والأهمّ ما يلقيه كلام سليماني من أضواء على لحظة معاكسة لحرب تموز تلتقطها إيران في مواجهاتها التي تخوضها اليوم مع قوى المقاومة بوجه المثلث الأميركي الإسرائيلي السعودي، فبدلاً من ذروة القوة التي منحت لحظة شنّ الحرب في تموز 2006، تحلّ ذروة الضعف لتمنح محور المقاومة من شنّ حربه فيجبرهم على التراجع…
التعليق السياسي
2019-10-02 | عدد القراءات 2279