دار الصباح في سماء بلاد الشام فوجد العراق جريحا و سوريا حزينة ولبنان قلقا وفلسطين موجوعة وغاضبة والأردن مرتبك ، ولما أراد السؤال ، قال لبنان أنه يخشى من مراهقة بعض بنيه أن تضعه في عين عاصفة قبل نهاية موسم العواصف فيكون الخسران كبيرا وبلا أثمان ، وقال الأردن أن النخبة في واد والشعب في ضياع وقلة تعي ما يجري ، وما بيد إلا حيلة الإنتظار وهو أضعف الحيل في وجه أقدار صعبة ، أما العراق فقال أنه ينزف لكنه يمسك الجرح بيد و باليد الأخرى بعض ملح يؤلم لكنه ضرورة وقف النزيف ، ولما وصل لفلسطين ، قالت أن الوجع إدمان كما إهمال ذوي القربى إدمان أما الغضب ففعل إرادة وقد نهض للفعل شبان ، وصاروا هم العنوان ، وبقي الحزن السوري المقيم شاغل بال الصباح فقال ، وانت تنتصرين حزينة يا أم الأوطان ، فقالت النصر حقيقة واضحة ، وخسارة بعض الأبناء في تيه الصحراء بكائية جارحة ، فقال ويا سوريا القلب ماذا تقولين لهم عساهم يعودون ، فقالت والقلب في غصة الأم تسامح وجرح الكلام أقسى من السكين وأعمق الآلام ، وخاطبتهم عبر الصباح فقالت ، من اين جئتم بقاسي الكلام وقد عملتكم أن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة جذرها راسخ في الأرض أو في القلب و رأسها شامخ في السماء تحنو على الطبور الحزينة وتصد الكلاب الشاردة و تصمت للأحبة تمنح ظلها وثمارها بلا مقابل ، وتابعت كم من مرة قلت لكم أن الكلام كالحجارة ، الطيب يبني في القلوب مساكن والكلمة القاسية تبني بينها جدران ، ولما لم تسمع الجواب أضافت سوريا لأبنائها الذين ضلوا الطريق واذاقوها مر الكلام ، ليس الكلام القاسي غبارا على زجاج نمسحه بفوطة الإعتذار او كف الندم بل بقع سوداء على ثوب أبيض لا يزيلها إلا مسحوق التسامح من قلب أم أو حبيب لا يعتب بينما الكلام الطيب غبار رحيق عطر زهر فواح لا ينضب ، ولما بدأوا إعتذاراتهم قالت أنا الأم أقرر كيف ومتى اسامح ، لكن يجب أن تعلموا أنني أعلم أن من نحسب الكلام وترتعش شفاهنا قبل نطق الكلمة المتعبة بحقه أو أمامه هو من نحب أو من نخاف أو من نجامل أو من نقيم لموقفه حساب المصالح او الأرباح والخسائر ، فإن فعلناها مرة لأحدهم نستطيع فعلها لجميعهم فتبان طبائعنا ومن نستثنيه منها تسقط عنه الصفة عند لحظة الحقيقة و نكتشف من قدرة القول أننا نقدر على أبعد منها لإثات أننا نقدر على جعله خارج صفات المجاملة والخوف والحب والمصلحة ، فإن سامحت فلا تظنوني خدعت ... صباحكم كلام الوطن الطيب والكلام الطيب للوطن
2014-12-01 | عدد القراءات 2852