تركيا ولحس المبرد كتب ناصر قنديل

  • في الإعلام العالمي وبعض المشاعر الإنفعالية يبدو الرئيس التركي بين مؤيديه ومعارضية وحلفائه وأعدائه صانع الحدث ، وبالنظر لطبيعة الجهة التي يقاتلها ، وهي قوات قسد ، والقرار الأميركي بالإنسحاب ، يتم التعامل مع هذا الموقع لأردوغان وكأنه نال أو سينال مراده
  • بذات المنظار حسب الذين تحدثوا عن سقوط سورية الحتمي حساباتهم عام 2011 سواء من محبي سورية الذين قالوها بحسرة أو أعدائها الذين قالوها بشماتة ، لكن توقعات الفريقين خابت.
  • الذي أسقط التوقعات المتسرعة لسقوط سورية سيسقط التوقعات المتسرعة لفوز أردوغان ، وهو بالتحديد قانون الحروب الجديدة ، الذي يقوم على أن حسم الحروب يتم بمدى قدرة المتحاربين على إستنهاض القوى الكامنة وزجها فيالحرب ، وليس بحجم ما يجتمع حول كل منهما من قوى ظاهرة ، وقد أظهرت الدولة السورية تفوقها لأنها نجحت بزح قوى كانت كامنة كروسيا وإيران وحزب الله وسائر حركات المقاومة ، بينما كان الحلف المقابل يستنفد ما لديه من قدرات القوى الظاهرة التي تشكلت من الأخوان المسلمين وتنظيم القاعدة بدعم تركي سعودي إسرائيلي ظاهر
  • في حرب أردوغان لم تقل القوى الكامنة كلمتها ، ليس لأنها غائبة بل لأنها تنظر للمتحاربين أمامها كخصوم يجب إضعافهم بتركهم يتقاتلون ، فالقيادة الكردية وقيادة أردوغان شربا من نهر دماء السوريين ومن وحدة سورية وهيبة دولتها بالتساوي وآن اوان معاقبتهما بتركهما يفترسان بعضهما بعضا وينهشان لحم بعضهما بعضا ، وتركهما يقدمان العروض للدولة السورية لدخول الحرب ، ومع الدولة السورية يعرف الطرفان أنه إذا إستعداها سيستعدي روسيا وإيران وقوى المقاومة ، وفيما يبدو أن فرصة الأكراد أكبر من فرصة أردوغان بالتموضع بسبب شعورهم بالضعف وشعوره بالقوة ، فإن أردوغان الذي رفض نصيحة الرئيسين  فلاديمير بوتين وحسن روحاني سيأكل أصابعه ندما عندما يرى الجيش السوري يستلم مواقع قسد ويبلغه الإنذار الأخير بالخروج من سورية ، ما لم تصله النصائح المبكرة لإعلان نهاية عمليته وإستعداده العودة لإتفاقية أضنة ، ليصير كل تلذذ بنشوة نصر موهوم اليوم مجرد لحس مبرد يمضغ خلاله دمه .

2019-10-12 | عدد القراءات 3568