مبادرة باسيل الشجاعة كتب ناصر قنديل

  •  لايختلف الذين هبوا لإنتقاد كلام وزير الخارجية جبران باسيل في إجتماع وزراء الخارجية العرب عن ضرورة إستعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية ومن ثم إعلان عزمه زيارة سورية ، مع الأسباب الموجبة لمبادرته ، حيث الإجماع على إعتبار قضيتي عودة النازحين وإستثمار لبنان لعائدات فتح معبري نصيب والبوكمال عنوانين راهنين وشديدي الإلحاح من موقع المصلحة اللبنانية خصوصا مع أزمة إقتصادية خانقة .
  • المنافقون يفعلون ذلك دائما ، يبحثون عن الذرائع لتبرير الموقف المخزية ، فباسيل لم يقل للفريق اللبناني المعترض على كلامه أن بيده حلا سحريا لملفي النازحين والمعابر الحدودية وتسهيلاتها المأمولة إن ذهب إلى دمشق ولا قال للوزراء العرب أن سورية جاهزة لتلاقي دعوتهم بالإيجاب ، لكنه سأل الفريقين هل لديكم بدائل تواجهون بها ما تعتبرونه تحديات راهنة ؟
  • معادلة باسيل مختلفة عن معادلات الفريقين لسبب بسيط لأنها تطبق مبادئ علم السياسة ، وهو القائم على البحث عن المشاكل وشروط حلها ، وتحديد الجهة المقابلة القادرة ، والتوجه إليها من منطلق توافر شرطين في المبادرة نحوه ، الأول أنها نابعة من منطلق إستقلالي حر ، والثانية أنها تعتمد الواقعية في السعي للتفاهمات .
  • الفارق بين باسيل والفريقين العربي واللبناني ، أنهما عندما يشترطان ضمان باسيل لنجاح مبادرته لقبولها ، يتذرعان بذلك لإخفاء غياب القرار الإستقلالي لديهما ، فكلهم ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن على حساب مصالح حيوية لمن يدعي تمثيلهم ، وعسى ألا ينتظر باسيل إجماعا على بمادرته لترجمتها ، وفي تاريخنا لو إنتظرت المقاومة إججماعا لكان الإحتلال ما يزال جاثما فوق أرضنا ، والعلاقات مع الدول والإتفاقيات الدولية والمعاهدات تبدأ بتفاوض يجريه رئيس الجمهورية ، وفقا للدستور ويعرض نتائجه على مجلس الوزراء ، والطبيعي أن يوفد رئيس الجمهورية وزير الخارجية ومن يريد معه من الوزراء لبدء البحث مع سورية في إتفايات تطال ملفي النازحين والمعابر الحدودية ...وبعدها فليجرؤوا على رفض التفاهمات ؟!

2019-10-15 | عدد القراءات 3468