يتوهم كثيرون من أتباع المشروع الأميركي والمراهنين عليه أن ما يجري في لبنان والعراق من إنفجار للغضب الشعبي يشكل فرصة للإنقضاض على قوى المقاومة بإستثمار تأثير المال والإعلام على المتظاهرين ودفعهم نحو خيارات وشعارات تسمح بجعل الفوضى عنوانا لوضع بلدين مهمين في محور المقاومة وصولا لإستثمار التعب لاحقا في تفاوض يتيح فتح الباب لتسويات قائمة على موازين جديدة يكون الشعب قد إستعمل فيها وقودا
الذي لا ينتبه غليه هؤلاء هو أن قدرة قوى المقاومة على التحمل والصبر أوسع مدى من قدرة خصومهم بمثل ما هي قدرة قوى المقاومة على المواجهة العسكرية التي أثبتتها المواجهات السابقة في ذروتها والخسارة الحقيقية لقوى المقاومة لن تكون سوى ضياع فرص تغيير إصلاحي بدت ممكنة مع بدايات الحراك الشعبي قبل سرقته وتوظيفه أما المعادلات الكبرى فلن تتغير وما سيكون سقف ما يحققه خصوم المقاومة هو ترسيم أحجام بين صفوف حلفائهم وليس بين هؤلاء الحلفاء من جهة والمقاومة من جهة مقابلة
لبنان هو المختبر وفي الختام سيرون أن الشعب سيغضب على من يحملون راية غضبه اليوم وأن التعسف في اللعب بأمن الناس في لبنان والعراق بإسم ثورة سيؤدي لتوضيح الصورة أمام الشعب وتوفير فرصة لفرض الأمن مجددا وكل ما سيحدث في السياسة سيكون سقوط حليف للأميركي وصعود حليف آخر وبقاء حاصل حجم حلفاء واشنطن واحدا رغم المال والإعلام اللذان سيكشفان لقوى المقاومة الإختراقات التي تمت لحساب واشنطن في الوسط السياسي والإعلامي والأمني