ناصر قنديل في "ستون دقيقة" : سوريا كنز روسيا والحل السياسي صار على الطريقة السورية والعلاقة الثنائية تكامل عسكري ونفطي

بدأ ناصر قنديل متحدثاً عن القسم الأول في حلقته من برنامج "ستون دقيقة مع ناصر قنديل" بعنوان "سورية بعيون روسية" :

أنه قيل الكثير عن مبررات  الاهتمام الروسي الاستثنائي بموقع سوريا ومكانتها ،حتى البعض من أصدقاء سوريا وروسيا يلفتون نظر القيادة السورية إلى عدم الثقة كثيرا بثبات الموقف الروسي في بدايات الأزمة ، وأن البعض نقل تخوفات وتحذيرات روسية بضرورة الانفتاح السوري على المعارضة لأنه يعقد الوضع أمامها ، وأنه  امتداد عام لمناخ عربي في المنطقة وان هناك تذمر وطموح شعبي تحت شعار عدم منح الغرب فرصة الاصطياد في الماء العكر ...

فلم يكن الموقف الروسي في البدايات مبنياً على رؤية إستراتيجية بل كان مبنياً على متابعة اليوميات وهذا ماجعل الكثيرون يقولون أن موقف روسيا " أدبي "  تجاه سورية ، وانه عند الاختبار ستبدو روسيا دولة مصالح ومقايضات وصفقات وان الأمر سوف يمر بمجلس الأمن ضد سورية شبيهاً بالذي مر بالنسبة "ليبيا"

داعياً في ما مضى إلى عدم الاستغراب من استعمال حق الفيتو الروسي في مجلس الأمن ،

مشيراً إلا أن الموقف السوري كان داعياً إلى إلى الاستجابة للمبادرات ومحاولاً إيصال رسالة لروسيا مفادها " أكتشفوا صدقنا من ان الذي تتعرض له سورية ليست ثورة ولاحركة أصلاحية ولا حراك شبابياً ،وانه ليس بالتأكيد شيء من ربيع عربي مزعوم" ، فهو حرب عالمية بكل أبعادها وقرار لأقساطها بالجغرافية السياسية التي تمثلها ، وضمناً هو كسر لظهر إيران وعزلها عن المتوسط وهذا يؤدي بما يعني لعزل روسيا عن المتوسط وللصين أيضا ، واستئثار بساحل المتوسط لجهة الحلف التي تقوده واشنطن ، وفتح للطريق الاستراتيجي الكبير بين تركيا وإسرائيل وبين تركيا والسعودية من جهة ، والأهم بين تركيا ومصر مروراُ بالأردن وسورية المفترض أن يسقطها بيد " الأخوان المسلمين " ....

فهذه النظرة لم تكن تتقبلها روسيا لولا  تجاوب الرئيس السوري مع الكثير من المطالب بما يخص المادة الثامنة وغيرها من طروحات الحوار والعفو ، فقد كان هذا في جزأ منه مخاطبة للشعب السوري وللفئات المخاطرة بالأطروحة الآتية من مناخ صًنع بعناية إعلامية وسياسية وانخرطت فيه قوى ومؤسسات حسمت في موقع الصداقة في سورية وشكلت حجة عليها بالقول إذا كان هذا مؤامرة فكيف لأصدقائكم أن يكون شركاء فيها ....

فهذا دليل على إن الذي يجري ليس مؤامرة  علماً أن أول عناصر المؤامرة كانت الجزيرة ومن لفها لفها انطلاقا من كمية المصداقية التي يوحي بها تورط هؤلاء بالمؤامرة  ، أنه تضامن مع ثورة شعب أو تطلع أصلاحي ....

لكن هذا الموقف الروسي الذي بدا " مسطحاً " ينظر بإيجابية لما جرى في سورية كما ينظر لما جرى بالمنطقة أنه لايعقل ان تكون أمريكا قد أسقطت حليفها " زين العابدين بن علي و مبارك " وان الشعب هو الذي أسقطهما ، ...

ولكن من يخلف الرئيس الذي أسقط ، ليبدو أن الأمر في هذه البلدان هو بين الجيش والإخوان المسلمين ، وهذا لايستدعي خشية أمريكية لأنهم يملكون صفقة  مع الإخوان وتحالف مع الجيش ، مع فارق ماحصل في ليبيا واستدعاء التدخل العسكري ، كانت الخشية الأمريكية التي تمنعها تتصل بنسبة كبيرة بالموقف الروسي " الفيتو " ، لأن أمريكا باتت في وضع بعد حرب العراق وأفغانستان لايتيح لها سهولة تدخل إلا عندما تستطيع إن تنتزع تغطية من مجلس الأمن بحجة تنفيذ مشيئة وإرادة دولية وأنها ليست ضحية مجموعة من المعلومات الكاذبة كما جرى سابقاً مما أفقد الشعب الأمريكي الثقة بالتكرار وفرض على هذا التكرار الشروط ....

وأضاف أنه في شق من منع التكرار في النموذج الليبي كان الموقف الروسي ضرورة ، وفي شق منه الاختلاف بين الظروف السورية بوجود جيش قوي ومتين وتلاحم شعبي مع القيادة السياسية والجيش ، بالإضافة للتماس الحدودي لفلسطين المحتلة ، والحلف المباشر مع المقاومة ، والخوف من انفجار المنطقة وبالتالي الحسابات " الجيوعسكرية " مع الموقف الروسي يشكلان ضمانة كاملة لمنع تكرار النموذج الليبي .....

وبالتالي بدا التفهم الروسي من إسقاط المبادرة العربية عندما أوضحت الوقائع إن هناك إرهاب ، وأنكر من كان وراء المبادرة العربية نتائج التقرير الذي رفعه المراقبون العرب ورفضوا الذهاب به إلى الأمم المتحدة ....

مشيراً إلى الأهمية السورية بالنسبة لروسيا كونها بوابة الروس على البحر المتوسط في القراءة الإستراتيجية ....

بالإضافة إلى التشارك الديني الأرثوذكسي لوجود الكنيسة الأرثوذكسية في سورية ، وإلى الناحية الاجتماعية المشتركة بين الشعبين ، بالإضافة إلى البعد السياحي والثقافي ، لذلك سورية قيمة سياحية إستراتيجية ، ناهيك عن البعد الاقتصادي المتمثل بوجود الغاز والنفط قبالة السواحل السورية ، وأن السباق يجري لكسب هذا الساحل ، فكيف لروسيا أن تترك هذا المكافئ الاستراتيجي للوجود في المتوسط ،بالإضافة لعدم الثقة الروسية بالجانب الأمريكي ، مع وجود قيادة ثابتة في سوريا،فالمطلوب من روسيا هو رؤية ، وأن يبنى عليها أنه لو سقطت سورية فان روسيا سوف تكون حلقة يسهل التوجه إليها ...

فالبحساب الإستراتيجي سورية لاتقدر بثمن أذا انتصرت ، وان الخسارة المترتبة على سقوطها لايمكن تعويضها ، لذلك وقف الرئيس" بوتين" باجتماع السفراء الصيف المنصرم وقال لهم : " أنها فرصة لن تتكرر ، أن بلدنا بحجم جغرافيته وسكانه وموارده وجيشه وثرواته ، مهيأ ليكون دولة عظيمة أولى ، وان التنازل عن هذا الحق هو القبول لهذا الإذلال ، لأن الذي سينتزع منك هذا التنازل ولن يقف عنده   عندما يعرف انك خائف فسيطاردك إلى داخل بلدك " لذلك قال "بوتين "قررنا المواجهة ، ومنع سقوط سورية  .........

فمن هنا سورية بالعيون الروسية في صيرورة الأزمة هي كنز لايثمن ، حتى في المبادرات السياسية وقراءة المناورات فسوريا حازمة وقوية ، وقارئة للسياسة لهكذا ولدت معادلة الحل الكيماوي السوري لتجنب الأشتباك .....

مؤكداً أن سورية وروسيا تكامل استراتيجية في عقل " بوتين " وفي عقل " الأسد " في القرن القادم ....

أما في القسم الثاني عن زيارة الوزير " وليد المعلم" إلى موسكو رأى قنديل أنها مختلفة عما سبقها من الزيارات ، فنحن أمام بعدين لهذه الزيارة بالبحث المباشر :

البعد الأول يتبع التطورات والأحداث بمبادرة " دي ميستورا " المدعومة روسياً والمغطاة أمريكياً خلافاً لما يروج من قبل " زبانية " المعارضة ورموز الائتلاف ، وأن " ميستورا " يتقدم بمبادرة تحت عباءة تظافر الجهود ، وأن على المعارضين إيجاد صيغة لتجميد القتال  والانخراط مع الجيش بالحرب على الإرهاب ، فإما الفرار وأما تسليم السلاح أو التحول إلى أجسام تشبه " الدفاع الوطني "الذي يساند الجيش ، وأن الدولة هي صاحبة السيادة ، وان هذا الحل عنوانه قرارات الأمم المتحدة الذي صدرت تحت العنوان الذي يتضمن أقفال الحدود أمام السلاح والمال والرجال ، لذلك يتوجب على الأمم المتحدة إيجاد الحلول المناسبة لتطبيق هذه البنود............

مضيفاً أن هذا الوجه الأمني له متمم سياسي وهو الحوار ،وان الجهة المعارضة المنطوية فيه يجب أن تعتمد أن الأولوية هي الحرب على الإرهاب وهو عنوان الشراكة بين الحكومة والمعارضة وتحت هذا السقف يجري البحث في كل التفاصيل ...

فالزيارة معنية ببلورة كل التفاصيل لمشروع " دي ميستورا" وصيغة الانطلاق نحو المفاوضات المؤدية إلى الحل السياسي في قلب المشروع الإجمالي  المتفق عليه مع "دي ميستورا".....

فبالشق الأول نستطيع القول إن تفاهماُ على حد التطابق تم بين القيادتين الروسية والسورية يقوم على معادلة الاحتكام للشعب بشرعية النتائج بالنسبة للسلطة والمعارضة ، فالدولة السورية منفتحة على انتخابات يكون فيها "مراقبون دوليون" ، والاحتكام بالانتخابات لقدرة التمثيل النيابي بحسب حجم التمثيل في البرلمان ، أما القدوم إلى السلطة بقوة التدخل الخارجي يكون الميدان هو الحكم فيها ، فالأحجام تقررها الصناديق وهي التي تقرر الدستور وصلاحيات الرئيس ومدة الولاية الرئاسية وغيرها من التشاريع وهذا يحتاج إلى وقت ، فأساس القول أن المعركة مع الجيش السوري هي من المحرمات ، ونحن والجيش في خندق واحد في مواجهة الإرهاب وهو الشرط الرئيس للدخول في حل سياسي ، وحجم التمثيل البرلماني هو مايحدد متطلبات طرف الأغلبية لجهة التعديل القانوني ، فهذا الجسم الرئيسي من الحل السياسي وهو قد أقر بموسكو وتم الاتفاق عليه وأن الرئاسة والجيش والدستور هي علامات السيادة وأن المساس فيها هي مساس بالخطوط الحمراء وعلامة التورط مع الإرهاب .....

أن في بعد الحركية الدولية لتسويق هذا الحل السياسي ببعديه الأمني والسياسي الأبعد مدى، فمن الواضح أن الأمريكي حًده الأدنى لانملك خطة  لإسقاط  الرئيس ،وحًده الأعلى أن " الأسد " ضرورة في المرحلة الانتقالية  والشعب السوري هو المقرر ، والقول الأمريكي للأتراك أن محاربة الإرهاب أولوية ، فالمناخ الدولي مؤاتي لتقبل هذا العنوان الأمني وهذا العنوان السياسي للحل ....

لافتا إلى الاتفاق الروسي مع " دي ميستورا " لإعادة تشكيل البيئة الإقليمية والدولية بفرض صيغة " أصدقاء الحل مع سورية " وهم حسب المقترح الروسي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى السعودية وتركيا وإيران ومصر وأنهم سيتبنون مبادرة "دي ميستورا " للحل الأمني والحل السياسي ويساهمون من خلال علاقتهم بالأطراف إلى ترتيب صيغة للحوار ، مع المواكبة الروسية بالانفتاح إلى الأطراف المعارضة بالتنسيق مع مصر ..

مؤكداً أن الحركة السورية في موسكو قد أثمرت وأعطت نتائجها

أما الشق الثنائي والذي هو الأهم فقد تصرف الروس والسوريون  في هذه الجولة من المحادثات تصرف "النظر البعيد "، فقد حمل الوفد السوري إلى موسكو مجموعة من العروض وأطر التعامل التي نعلم بعضها وبعضها لانعلمه ولكن التكامل الاستراتيجي العسكري هو أحدها بالتأكيد وهو متعدد التصورات لجهة التكامل العسكري مع الجيش السوري ، بالإضافة للتكامل الاقتصادي والشراكة النفطية والمالية في إعادة الإعمار والتزويد الاقتصادي بأشكاله المتعددة ،فالقيادة السورية تعرف وتحسن اختيار الحلفاء لتؤسس معهم شراكة الذهاب إلى النصر .........

أما في المحور الثالث "التركي" قال قنديل :

إن تركيا هي إحدى ثلاث دول في المتوسط صانعة للسياسة والاقتصاد والإستراتيجية بمعزل عن الاختلاف أو الاتفاق معها ، فذهاب الرئيس "الأسد" لتركيا منذ عشر سنوات هو لمكانة تركيا الإستراتيجية والجيوسياسية والحرص على استثمار هذه المكانة وجلبها لخط سياسي يبعد آذاها وخطرها والإغراءات التي تقدمها لها مجموعة من العناصر المكونة لمكانته ، فتركيا ومصر وإيران هي الدول التي تشكل ضخامة سكانية وعسكرية ومكانة في الجغرافية الهامة ، وهم صناع اللعبة الدولية في المتوسط ، أما سورية فمكانتها هي التي تعطيها أهمية جغرافية ....

مشيراً إلى أن تركيا هي وريثة الدولة العثمانية التي احتلت دول كثيرة ولمدة طويلة في قلب العالم ومنها الوطن العربي ، وهي الدولة "السنية "المكافأة للسعودية في العالم الإسلامي لأنها تجمع الميزة المالية للسعودية مع الكثافة السكانية مع جغرافية حاسمة ومهمة
لافتاً إلى أن المشروع الغربي قد أغرى تركيا بالقدرة على تطويع مشروع" الأخوان المسلمين" وعبرهم بالسيطرة على أغلب دول المنطقة  وخصوصاً سورية ، فتتحقق لتركيا مكانة حتى لولم يعلن إتحاد رسمي ومؤسساته ودستوره يضم هذه الدول فهو من الممنوعات الأمريكية لوحدة الدور الإسلامي ، لكن سيسمح لها أن تكون " إمبراطورية افتراضية " من خلال التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، وان تأتي إسرائيل بقوة هذه اللعبة لصناعة سلام يؤبد وجود هذه الدولة اليهودية ويمنحها الاستمرار ، فهذه المعادلة لها مقومات أسقطتها سورية ، فالواقعي هو الحلم التركي واللاواقعي هو الطاقة السورية على إسقاط هذه المعادلة بحنكة قائدها وقوة جيشها وثبات شعبها وبتحالفاتها ، فلولا سورية لم يسقط مشروع الإخوان في مصر وتونس منوهاً إلى أن القيادة السياسية في مصر كان يجب عليها عدم الانصياع للمشروع  الغربي في التعاطي مع الدولة السورية حتى تتمكن من صناعة المعادلة  ...

مؤكداً أن التركي لايريد الدخول في حرب لمعرفته أنها ستهدد مدنه الكبرى واقتصاده ، لكن في العقل الباطن لذهنية السيطرة العثمانية الحاكمة في تركيا ، الواقعية شرطها " العجرفة " فلا يستطيع حاكم أنقرة الذهاب إلى الواقعية وأن يقول أننا عجزنا وفشلنا لذلك جاء البحث عن المخرج  وهو حاجة عند الإيراني والروسي والسوري لذلك نرى الوضع السوري يأخذ منحى تحييد ما في الموضوع التركي ،  ونرى إعطاء فرص تركية من جهة الإيراني ....

لذلك فالمعادلة أن تركيا تحت العين وبموقع الأهتمام ، فالخوف الأقصى هو وصول " داعش " للداخل السعودي وليس الوصول التركي لأن السعودية بيئة حاضنة بالفكر الوهابي الذي تستمد داعش منه روحها ، فتركيا بالتشبيه أنقلابها عليك هم وصعوبة ووقوفها معك قيمة مضافة ، فالمعادلة أن تركيا الأمكانية والقدرة والمكانة قبل ، كانت المعركة بنسبة كبيرة معها ، أما الآن وفقاً لمعان النصر ووفقاً لمعالم الوضوح في الرؤية فالبحث عن حبل النجاة في تركيا والذي يقدم الواقعية يشكل بذاته حنكة في السياسة .............

أما في القسم الرابع عن زيارة الرئيس "بوتين" لأنقرة ..

أكد قنديل أن الغاية منها الاجتماع التقليدي الذي يعقد تحت عنوان " المجلس الاستراتيجي التركي ـ الروسي المشترك  " فقد كان هذا المجلس في مرحلة " شهر عسل " عندما كانت تركيا حليف لسورية والتشجيع السوري الإيراني لهذا التحالف في البيئة " الأوراسية " ، فمجيء الرئيس الروسي هو علامة منح لهذا المجلس قيمة في العلاقات الثنائية وفي مناقشة الشؤون السياسية ...

لافتاً إلا أن البحث في المسألة السورية سيتصدر الأولوية والحرب على الإرهاب والقضايا الاقتصادية ، بالأضافة إلى مشاريع الطاقة ، فخط الغاز الروسي كان الأتراك يرفضونه لوجود بديل عنه وهو" الخط القطري " الذي كان له دور في محاولة إسقاط سورية ...

مشيراً إلى أن تركيا بلغة المصالح ستحصل على ربح ، لأن التصاريح الروسية تقول أن الخط الروسي بالشراكة التركية يجلب عائدات ضخمة للاقتصاد التركي ناهيك عن تأمين الغاز التركي  والذي هو مكلف لاقتصاده ويجعل الصناعة الأوروبية غير تنافسية ويجعل الصناعيين الأتراك لديهم قدرة تنافسية بالإضافة إلى الاستثمار السياحي الروسي في تركيا ....

فالرئيس الروسي جاء ليقول لتركيا أن الرئيس الأسد لن يسقط وهو باقِ ، فلماذا لاتكون شريك للأسد فالرهان على داعش كان خاطئاً ومثله الرهان على القطري ، وقد سمع من الإيراني أنه بمشاركة تركيا نستطيع تقديم حل في سورية ، فالقدرة التركية معروفة لجهة الحل في سورية ، وأن الدور التركي بالحل يكون بإقفال الحدود وعدم دعم داعش ومنع السلاح والمال والمسلحين من التدفق ، مشيراً إننا سنرى تبدل في الموقف التركي لضفة الحل عبر مجموعة " أصدقاء الحل في سورية يعطي لتركيا مكانة ودور ، وان المصالحة مع مصر بات واضحاً أنه سيكون له دور وهي احد المترتبات وبـالتالي على تركيا أن تتأقلم بالوضع الجديد وفيه عائدات اقتصادية بعلاقات تركية إيرانية معروف حجم المردود الاقتصادي الذي قدمته إيران لتركيا، فالتكاملات الاقتصادية التي تقدر بـ /30/ مليار دولار في السنة ومع الروسي بـ/ 100/ مليار دولار في السنة وهو حماية للاقتصاد التركي ، فالنخب الاقتصادية والعسكرية العلمانية التي كانت تواكب فكر التركي والتي أنكفئت  مؤخراً ستضغط على أردوغان ...

مختتماً أننا سنسمع كلاماً تركياً في نهاية كانون الثاني ومطلع شهر شباط وان التركي سيقول كلام آخر بعد منتصف شباط ونجده في قلب لعبة التسوية في سورية مشجعاً ومحفزاً بالحديث عن إغلاق الحدود ومنع التسلل والانخراط مع روسيا وإيران في صيغ ثنائية ، مشيراُ إلا أن كلام الرئيس " بوتين "أنه يثمن عالياً هذه الاستقلالية التركية هي إشارة للتركي بأن لديه دور سياسي وأنه تستطيعون أن تكونوا قاسماً مشتركاً بين حلفيين متخاصمين بجزء من الحلول بدل الحروب ، لكن بلغة المصالح نقول لكم أنكم " هُزمتم " فهذا المشروع الذي يحمله الرئيس "بوتين " يدل على أن روسيا ليست في موقع التنازل ، لكن تركيا تتبدل نحو الواقعية " المتعجرفة " وان الإمبراطورية العثمانية تدفن نفسها وتعلن نهايتها وهي تحاول العودة إلى زمن ماقبل عام /2008/م في وضعية الدولة المقبولة لدى شعوب المنطقة ، فالتموضع التركي آت والطريق فتحه الإيرانيون وعبًده  الروس وفي النهاية فالمحطة الفاصلة تكون سورية .

 

تحرير فاديا علي مطر

 

 

2014-12-02 | عدد القراءات 5753