عندما يسمى أحراق العلم الإسرائيلي تسييسا ؟ كتب ناصر قنديل

عندما يسمى أحراق العلم الإسرائيلي تسييسا ؟

 

كتب ناصر قنديل

  • حسنا فعلت هذه السيدة التي جاءت بالعلم الإسرائيلي وقررت حرقه في إحدى تجمعات الحراك الشعبي "الإصلاحي" أو "الثوري" ، لترينا بأم العين ردود الأفعال التي تمخضت عن قرار معلن برفض إحراق العلم الإسرائيلي "حرصا على عدم تسييس الحراك" .
  • دائما هناك فارق كبير بين الوطنية والسياسة ، فالشأن الوطني والعمل الوطني والموقف الوطني لا يمكن إعبتارها مصدرا للإنقسام السياسي ولا يجرؤ أي فريق لبناني على توصيف العداء لإسرائيل بإعتباره قضية خلافية تثير الإنقسام وتحسب على الخلافات السياسية
  • ما فعلته السيدة المؤمنة بصدق الحراك وبإدعاءات القيمين عليه بعدم عدائهم للمقاومة وعدم إرتباطهم بالسفارات كان فرصة لإختبار صدق هذه الإدعاءات لأن إحراق العلم الإسرائيلي لا يتسبب بإحراج الحراك وتصنيفه سياسيا لدى أي من الأطراف اللبنانية لكنه يحرج من يرتبط بالسفارة الأميركية ومن قدم أوراق إعتماده للأميركيين بتحديد الهوية الحقيقية للحراك بحياده بين المقاومة والإحتلال
  • ما حدث يوضع برسم المدافعين عن صدقية تصنيفهم للحراك كقوة نظيفة مساندة لحق الشعب اللبناني بمواجهة الإحتلال والعدوان الإسرائيليين وفضيحة بحجم كاف لإيضاح من يحرك الحراك وممن يسعى الحراك لنيل شهادة نظافته من الشعب اللبناني أم من اعداء هذا الشعب وفي طليعتهم كيان الإحتلال الذي سيفرح كثيرا للخبر ويتداوله كعلامة على نجاحه بإختراق الشعب اللبناني وتشكيل جبهة حلفاء تدافع عن علمه
  • فضيحة كبرى بعد التضحيات الجسام التي قدمها الشعب اللبناني ومقاومته أن يتجرا من يدعون تمثيل إرادة الشعب في الشارع على إعتبار إعلان الحياد من الصراع مع إسرائيل تعبير عن الموقف الشعبي ، وأن يخرج مثقفون يدعون الوطنية ويقولون أن هذا زج للحراك في ما لا شغل له فيه ، صار التذكير بوحدتنا بوجه الإحتلال زج بما لاشغل لنا فيه ؟  كلام لا يجوز أن تمر مرور الكرام .

2019-11-01 | عدد القراءات 4068