لا يمكن إنكار الحجم الكبير للأسباب اللبنانية والعراقية وراء الإنفجار الإجتماعي لكن لا يمكن إنكار معنى عناصر التفجير المتلاحقة القابلة للتحكم ولا معنى التزامن بين التفجيرين الشعبيين ووظيفته السياسية
في غزة تفجير تحت السيطرة أيضا لا يراد له أن يهدأ ولا أن يصل لمواجهة مفتوحة وهناك بالتأكيد أسباب موضوعية تفسر إحتقان الصراع حول غزة لمن التوقيت والسياق ليسا بعيدين عما يجري في لبنان والعراق
إفتراض وجود سياقات منفصلة ذاتية خاصة بكل ساحة وارد لكنه يسقط عندما نرى إقحام إيران في شعارات المتظاهرين العراقيين والتركيز على حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر في تظاهرات لبنان وعندما نشهد العلاقة بين مأزق المشهد السياسي الإسرائيلي الإنتخابي والحكومي وصلته بالتصعيد في غزة
أن يكون هناك ترابط وسياق مشترك يعني وجود مشروع إقليمي يستثمر على أوضاع داخلية ويحاول توجهيها والسؤال الذي يطرحه حول إحتمال ان يكون ذلك بداية إستعداد لمواجهة كبرى تستند إلى غستنزاف قوى المقاومة في هذه الساحات ينفيه المسار التفاوضي الذي يجري خلف الكواليس حول سورية واليمن ويحقق فيه محور المقاومة تكريسا وإعترافا بإنجازاته وإنتصاراته
الطابع التفاوضي لما يجري في لبنان والعراق وغزة يرتبط مباشرة بحاجة الأميركي قبل خروجه من المنطقة للحصول على ضمانات لأمن إسرائيل مقابل حاجة محور المقاومة للوقت ريثما تتبلور معادلات سورية واليمن وهذا هو عنوان التجاذب بين مشروع ضغط أميركي ومشروع تملص من محور المقاومة
السؤال هو ماذا لو وقع الصراع ولم يعد ممكنا السيطرة على مساراته والجواب هو أن محور المقاومة سيكون جاهزا للنقلة النوعية الكبرى