– يعيش الأميركيون هاجسين يصعب جمعهما، هاجس أمن كيان الاحتلال قبل مغادرة المنطقة والتسليم بحقائقها الجديدة بعد الفشل في الحروب والعقوبات وبلوغ الطريق المسدود فيلجأون إلى الضغط المالي لتفجير أزمات اقتصادية واجتماعية أملاً ببلوغ الأهداف واستسلام أو استضعاف محور المقاومة، والهاجس الثاني هو كيف لا يؤدي الضغط المالي إلى حدوث الأسوأ وهو تسريع إجراءات التكامل بين دول المنطقة من لبنان إلى سورية فالعراق فإيران، والحؤول دون استفادة روسيا والصين من ذلك لنشوء معادلة جديدة في العالم وليس في المنطقة فقط.
– يدرك الأميركيون أن تسوية في منتصف الطريق تجمعهم مع محور المقاومة عنوانها التساكن في لبنان والعراق. وانهيار هذا التساكن يتم بطريقتين واحدة منهما هي الحرب العسكرية التي يملك محور المقاومة بوجهها مشروع حرب شاملة على كيان الاحتلال لا يريد خوضها تفادياً لكلفتها، لكنه مستعدّ لخوضها وضمان النصر فيها إذا فُرضت عليه، وحرب مالية تنتهي بانهيار الاقتصاد والمجتمع في لبنان والعراق ويملك محور المقاومة رداً مشابهاً عليها هو إجراءات التكامل السريعة بين دول المنطقة برعاية روسية صينية تجعل دول غرب آسيا سوقاً واحدة نفطياً وكهربائياً وطرقاً دولية وسكك حديد متطورة، وتتيح تبادل البضائع بما ينهض بالاقتصادات المتبادلة، لكنها تتجنب ذلك منعاً لإجراءات العقاب المالية الأميركية التي تستطيع في ذروتها ضرب العملة الوطنية في لبنان والعراق، لكن قوى المقاومة ستجد نفسها مضطرة لذلك إن وقع المحظور، فخيار حربها تبقيه رداً على الحرب الأميركية بوجهيها المالي والعسكري.
ناصر قنديل
2019-11-08 | عدد القراءات 16683